مازن الولائي ||
منذ أن فقه الخُميني العظيم العمل السياسي وأخذ ينظّر لمرحلة كان يراها واقع حادث لا محال وهو يعتمد على الجانب العملي في كل ما حاول تأسيسه، ولم يقف على الجانب الغيبي الذي بعضه معطل للهمم، وركن كل ما يمكن أن يصلح عند البعض مخدر موضعي سرعان ما ينتهي ليرجع الألم ينهش قلب وروح المريض! وكم ترى أمور يدسها الاستكبار ويغذيها بالشكل الذي تصبح حقائق يؤمن بها الكثير، سواء على مستوى العقيدة، كما كثرة المدعين إلى المهدوية أو على مستوى السلوك العملي في إدارة الإسلام وكيف أنه منتصر حتى لو لم نعمل أو نقدم لأجله شيء!؟
هذه الجوانب وغيرها الكثير لم تقنع المؤسس ولا القائد الخامنائي المفدى في التنازل عن الإستعداد وبناء القوة، ومن هنا اندفعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بناء الترسانة العسكرية، والفضائية، والتكنلوجيا، وصناعة الدواء وكل ما تحتاجه لتيسير مشروعها الإلهي وفق المنطق العملي، دون انتظار معجزة أو وهم ما تعيشه العقليات التي اوقف نموها الاستكبار وضحك عليها بعد أن زور لها الحقائق! بل ووقفت القيادة الإيرانية تراقب المؤسسات والساحة، ووقت خروج واحدة منها عن خط الدستور أو ما مرسوم لها من قانون لم تتأخر في النزول للساحة ومحاسبة المقصر وانزال العقاب فيه، وهذه من بديهات العمل ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة ١٧٩ .
فكان الجانب العملي اقوى جوانب الإدارة ومعالجة الثغرات بالشكل الواقعي كما بينت الآية الشريفة ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) الأنفال ٦٠ . ولأجل هذا الإعتماد هي اليوم صرح مكتفي من كل شيء ورقم صعب لا يمكن تجاوزه بحال من الأحوال.
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..