المقالات

العقل الجمعي آفة الحقيقة..


مانع الزاملي ||   لم يقتصراهتمام الاسلام الحنيف على الشؤون العبادية والشرعية بل تعداه لكي يعالج ظواهر سلبية عاشها المجتمع البشري طيلة سنوات حياته الافتراضية بملايين السنين  ومن هذه الاهتمامات التي اولاها الدين والشرع اهمية كبيرة هي انسياق الناس مع سلوك خاص ضمن عقل الجمع تختلف عنها لو مارسها فردعند استخدامه العقل منفردا ولقدحار علماء الاجتماع في تفسيرظواهرجنوح  العقل الجمعي تجاه قضية معينه ، وتشعبت الاراء حول اسباب الشطط الجماعي وفك اسرار خصائص هذا النوع من العقول، والتي يمكن تلخيصها في نمطية التفكير ووحدة السلوك والتصرف ا تجاه موقف محدد، وهذا الجنوح انما هو نتيجة تفكير جماعي يصبغ عقل المجموع معطلا فردية التفكير،ولقد عرف البعض العقل الجمعي بأنه مجموعة الافكار والقيم (سلبية او ايجابية)والتي يتبناها ويؤمن بها اكثر من فرد ،محددين طبيعة هذا التفكير بقولهم (العقل الجمعي يطبع عقول اعضاءه بطابعه المشترك ويجعلهم يفكرون عند اجتماعهم بأسلوب مخالف لتفكيرهم عند انفرادهم )وهذا ما نلاحظه في واقعنا الراهن . اذن فهو نمطية ثابتة تسري بين عقول المجموع وتتسلل بينها فيتعطل التفكير الفردي ويتشكل رأيا او فكرة محددة تتتقل بأنسيابية سلسة الى عقول مجموعة من الناس وهم لايشعرون، والاسلام لأنه معنيا في صياغة الفكر الانساني لكي ينسجم مع مهمته المقدسة في خلافة الارض رغب في تخليص العقول من القيود التي تحد من ملكاته وقدراته ، وقد صنف تعالى جل علاه ذلك ذاكرا مثالا لها فقال (واذا قيل لهم تعالوا الى ما نزل الله والى الرسول قالوا حسبنا ماوجدنا عليه ءاباءنا أولو كان ءاباؤهم لايعلمون شيئا ولايهتدون) ففي الآية يعللون ضلالهم الى مؤثرات العقل الجمعي السائد في الاسلاف وهم بذلك قد انتهجوا الفكر الجماعي السابق فسرى بينهم منتصرا على التفكير الفردي ،وقد اوضح لهم القران بوصفه اسلافهم بالجهل (اولو كان اباؤهم لايعلمون شيئا ولايهتدون) وهذه حالة من حالات تفشي ظاهرة العقل الجمعي بين الناس .واشار القران والاسلام بعده عن الكيفية التي ينقذفيها العقول من الظلال واسر العقل الجماعي وتحريرهم من عقلية القطيع (وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما اتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير)وقال ( انا اعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا مابصاحبكم من جنه ان هو الانذير لكم ) هنا شخص لهم فساد عقلهم الذي جعلهم يكذبون رسل الله والحقيقة التي جاءوا بها منه سبحانه ،ودعاهم الى رحابة وعبقرية التفكر الفردي كي يهتدوا وهذه دعوة صريحة للناس ان ينتهجوا العقل الحر بصورته الفردية الايجابية كما رسمته السماء،والاسلام ام يقيد التفكير الفردي بل منح الانسان الحرية وفق نظرية لا اكراه في الدين وهذه من روائع القران التي جعل للانسان مطلق الاختيار المقرون بالوعي والايجابية ،،وانا اسطر هذه الجمل علينا قبل اي وقت ان نتنبه لخطورة ما يجري بين ظهرانينا من فتن وامتحانات لابد لنا ان نلجأ فيها لاهل العقول الراجحة التي ترسم لنا خارطة النجاة ان شاء الله . 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك