لا نريد الخوض في تعريف المصطلحات ويكفينا المعنى العام لمعرفة الفرق بين التخطيط وبين ردة الفعل. نمتلك كل الادوات التي تجعل منا امة شيعية قوية، قادرة على استشراف الأحداث، والتنبؤ بالمستقبل، علماء، وكتاب، وارث تاريخي لسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والائمة المعصومين عليهم السلام، ومراجع، وقوة عسكرية، ورجال عقيدة، وهدف سام اسمه الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف وجعلنا من انصاره واعوانه. السؤال لماذا اعداءنا متمرسون بوضع الخطط الستراتيجية البعيدة أو القريبة المدى، ونحن نعمل على ردة الفعل، نعم ربما افشلنا مخططاتهم، واستشعارنا بالأحداث، جعلنا ننجح في بعض الأحيان من تجاوز المحن والاحداث التي يخطط لها العدو، وهذا جزء من التوفيق الالهي اذا لم يكن كله توفيق. نعم، من الممكن أن نحسب البرنامج النووي للجمهورية، هو خطوة الأمام وتخطيط مسبق، وفيها أهداف جعلت الثالوث المشؤوم يحسب لها ألف حساب، وشغلته كثيرا، وجعلته يعيد خططه من جديد. لدى أمريكا مركز الستراتيجي للدراسات والبحوث، وكذلك بريطانيا من خلال المعهد الدولي للدراسات الستراتيجية. وهو يهتم بالدراسات السياسية والاقتصادية والثقافية والكثير من الأمور المهمة للدولة، واي رئيس دولة يأتي يعمل بذلك النظام ولا يخالفه، واذا كان هناك تغير في ستراتيجيات الدولة من رئيس إلى رئيس آخر فهو جزء من الخطة ولا ينفرد حسب كلامهم بأن لديه رؤيا خاصة لإدارة الدولة، أو تعاملها مع بقية الدول . داعش، القاعدة، الحرب على اليمن، الحرب في سوريا، كلها خطط اعدت وبدراسات وتوقعات وبحوث متخصصة، كل همها السيطرة على تلك الدول واستنزاف مواردها وقدراتها، هذا من الجانب العسكري، واليوم من خلال الحرب الفكرية، والتي هي اخطر من الحروب العسكرية الكلاسيكية ، فقد وضعوا خطط لتخريب ثقافة واديان الشعوب، وتشويه الاسلام والدعوة إلى المدنية، والعلمانية، باستخدام كل الوسائل وخصوصا، التواصل الاجتماعي لعلمهم أن الدول العربية دول لا تقرأ، واستخدموا أسلوب السخرية والتهكم، والاستهزاء، والعصف الذهني، والفوتشوب، والتضليل، وتزييف الحقائق، وأكثر ما يؤلم أنهم لم يخسروا جنديا واحد في هذه المعركة، بل استخدموا أبناء البلد الواحد، من خلال شراء الذمم بالترغيب أو الترهيب. وما عسانا إلى أن نكون مدافعين ونعمل بردات الفعل. الخلاصة في كل ما ورد، لماذا لا نبدا نحن المعركة وننتقل من الدفاع إلى الهجوم، ولكن ليس بنفس الاسلوب الذي يستخدمه العدو، لأننا نمتلك المبادئ الإسلامية العالية، التي لا يمكننا النزول إلى المستوى الاخلاقي لأمريكا، او اسرائيل، او بريطانيا، التي ليس لها محددات، أو ثوابت دينية أو اخلاقية تمنعها من ممارسة أي عمل وبأي شكل أو طريقة تجد فيها منفعة تستخدمها في التفرقة أو ضرب مكون أو دولة ما. يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام), لولديه الحسن والحسين عليهما السلام: "أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم" ونظم الأمر، هو الإدارة للموارد والقوى والطاقات بما يمنع ضياع الجهود وتكرّرها وتعارضها وتصادمها الذي هو الفوضى بعينها، وقد عبّر عنه بالعنوان العام بحسن التدبير. وأول الامر ونجاح الامة هو توحيد القرارات، والخطط، والبرامج، والاهداف، واقصد بالأمة أمة المقاومة وامة الحشد وامة الولاية، لكي لا تتعارض ولا تتصادم فيضيع الجهد والهدف.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha