مازن الولائي ||
ذلك الشخص الذي يضع نفسه برتبة خادم في أصل العقد، الخدمة التي يتطوع لها لأنها تكليف شرعي يرى نفسه قادر على تأديتها، ومن هنا بعض فتاوى المراجع تقول "على من يجد في نفسه الكفاءة التصدي بالوجوب" أو قريب من هذا المضمون، لكن ذلك في الأصل النقي من الدسائس، والمصالح والعمالة صغيرة كانت أو كبيرة! وهذا العقد من السياسي هو من الندرة بمكان!
وهذا مالم نراه في العمل السياسي العراقي، وقد تندر حتى النماذج الفردية أو تقل حد اليأس! فما يجري هو سياسة الكذب، والخداع، والغش، والتحايل، والاستفراق بالظاهر المنافق! ولأجل ذلك نرى كل هذا الحجم من الخراب، وتسيد العصابات بكل ألوان طيف الخداع!
تجربة لم يكن السياسي العراقي نقي الذيل منها ولا على أي مستوى يرتجى منه الخير، بل الكثير منهم أخذ على عاتقه مهمة تبيض وجه البعث القذر، بل وصار البعث وصدام نموذج يبني عليه الفاسدون صروح التقرب والتزلف بعد أن فقدوا الأخلاق ولو الفطروية التي يمتاز بها حتى الشاذ ممن يرى مصلحته في مداراة الناس والحرص عليها لأجل مصالحه! ولم ينسى القرآن هذه الأمة المعاقة فكريا وثقافيا
( قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ) يونس ٦٨ .
بعكس نموذج آخر بيض وجه المسؤولية والمناصب وأصبحت ادارتهم النظيفة والتي تنهل من معين الخلق الإسلامي المتصل بالعترة المطهرة عليهم السلام، أصبح مثالا يشهد به القاصي والداني، بل وتجربة جديدة سحرت المراقبين وحيرت عقول مؤسسات الكذب والخداع على أن ينالوا منها ولو بالشيء القليل فلم يفلحوا ولن يفلحوا مادام المنهج هو الشذوذ والنفاق والدعوى دون رصيد الصدق!
( قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) الأنعام ١٣٥ .
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..