مازن الولائي ||
الأشياء الخطرة، والأماكن الخطرة، والأجهزة الخطرة، غالبا ما تجد هناك لوحات تعريفية تنبه عن خطرها حتى لا نقع ولا تقع ضحايا من جراء الغفلة عن ذلك الخطر، وهذا معروف متداول في حياتنا اليومية، بل وحتى موضوع الدواء أو بعضه تجد تعليمات صارمة في تطبيقه والاستخدام، ومن أخطر الأشياء هم "زائري الحسين" عليه السلام الذين يفدون على الحسين عليه السلام، الحسين الذي خصته الروايات العظيمة من قبل الصادقين من آل محمد عليهم السلام، وكيف أن من زار الحسين عارفا بحقه.. روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّ من زاره عارفاً بحقه وجبت له الجنّة. وهكذا تكلمت الروايات عن ذلك الشخص الذي يأتي إلى الحسين عليه السلام من حيث يعرفه ويعّرف قدره عند الله سبحانه وتعالى روي عن سائل يسأل أبي عبد الله الصادق عليه السلام يقول: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام)، قال: كان كمن زار الله في عرشه، قال: قلت: ما لمن زار أحدا منكم، قال: كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله).
هذا المستوى الذي تقدّمه روايات أهل البيت عليهم السلام إنما يحكي خطورة هذا الزائر المحب والعاشق والذي يتجشم كل هذا العناء من أجل أن يصل إلى قباب هو يعرف قدرها وشأنها عند الخالق العظيم، وكذلك في جانبها الآخر أن إهانة هذا الزائر الذي أخذ عظمته من ذات المزور وهو المعصوم الذي كرامته من كرامه المعصوم هي الأخرى من المهلكات يوم القيامة، ولذا يروى عن الإمام الصادق عليه السلام 《اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافا " عليهم، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلب على قبر أبي عبد الله عليه السلام، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم إني أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى ترويهم من الحوض يوم العطش 》 .
فلا يتفلسف صاحب موكب، أو زعيم جماعة، أو زعيم حزب أو جهة ويحاول استغلال جهله أو عقده في مثل زيارة الأربعين عظيمة الشأن لينتقي من الزائرين وبلدانهم ما يروق لجهله وغبائه وعنصريته، وما منطق الروايات إلا يعبر عن عظيم خطر ذلك الزائر القاصد للحسين عليه السلام سلبا وايجابا، خاصة إذا ما عرفنا تعهدنا للمعصوم في زيارة عاشوراء 《 أنا سلم لمن لمن سالكم وحرب لمن حاربكم وولي لمن والدكم وعدو لمن عاداكم 》 . الكلمة الجامعة المانعة..
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha