مازن الولائي ||
كثيرون هم من حُرموا التفاعل العاطفي مع أحداث كثيرة، وجفت شطآنهم من العاطفة التي تعتبر مانعة التأكسد والقساوة، العاطفة التي هي أول من يستقبل الحديث وعريف حفل كل حوار غيره، وفيما يخص "قضية الحسين" عليه السلام الاستثناء في حياة "الشيعي" تعتبر العاطفة هوية جينية البعد عنها أو فقدانها هو فقدان للغلة الوصول والوصال، إذ كيف أعرف الطف وانسجم في طوفان عواطفه المجروحة والتي لا تقرأ إلا بعيون كحلها عاطفي، بل وعاطفي جدا ودقيق.
وهذا لا يتم دون أن تكون العاطفة عن بصيرة لمعرفة الحق الذي عليه مثل شخوص كربلاء والطف وحوادثه، ومن هنا نحن أول رضاعتنا للطفل قاصدين فيه بناء صرح العواطف، وكل أم تتخذ من فترة أنسها بطفلها منبرا بصوتها الرنم الحزين والكلمات التي توجع الإحساس تسمعه كنوع مهدأ لينام، وفي الحقيقة هو نوم الجسد وايقاظ البصيرة وتفتح القلب على أسلوب جس المشاعر ونزيف احساسنا لعاطفة البصيرة. لذا لا يشبه بكائنا أي بكاء؟! ولا يذرف دموعنا بحرارة ما يسخنها طف الحسين بالغ ما بلغ ثكله والحزن.
"تبكيك عيني لا لأجل مثوبة لكن عيني لأجلك باكية"
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha