مازن الولائي ||
لفتني تصرف أحد الإخوة المؤمنين وهو يروم الحديث عبر الكتابة معي طالبا أول شيء أن اعطيه عهدا على أن يكون ما يقوله سرا لا يعرف به أحد، وفورا أرسلت له عهدا ووعدا وقسم أنني اتعبد بالاسرار، ولو توقف اهم الأشياء نفعا لي على افشاء سر لعدوي ومن تضررت منه ما سمحت لنفسي بذلك الحديث الجوانحي، سره جوابي وقال أنا متأكد لكن أردت الاطمئنان فحسب، وبدأ حديثه وأنا كلي انصات.
إذا هذا الجانب الذي كلنا يحتاج البوح به في بئر لا قرار لها، ونحتاج أن نؤمن على ما لا نستطيع كتمه والصبر عليه، فتدفعنا الحاجة إلى صدى مخلص يسمع الشكوى والحزن والقهر، حتى يرتاح الإنسان من حمل ما يجده مؤلما يضطره إلى البوح والفضفضة وهي طبيعة بشرية أغلبنا بحاجة ماسة لها، لذا على المؤمن أن لا يخلو من هذا الجانب وهو أن يُشعر من يتحدث معه كما لو كان يتحدث لنفسه، ولا تدفعه نفسه جعل أسرار الناس مشانق ترتقي لها الاعناق وقت شاء الخائن للثقة والأسرار. لأن تلك نعمة لا ينالها - ثقة الناس - إلا ذو حظ عظيم..
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..