لمى يعرب محمد ||
الوفاء صفة إنسانية، وأدب رباني، وهو من المقدسات الدينية والعرفية عند العرب وقيمة أخلاقية عظيمة، ويكاد يكون الإنسان الذي يجرد من هذه الصفة قد سلبت منه إنسانيته، وإلا فان مضمون الإنسانية هي الذات القويمة في أداء الفضائل، وقد جعل الله تعالى من ناقض العهد بمنزلة الحيوانات قال تعالى: " إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ * فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ".
قد أكد أمير المؤمنين علي (ع) على تحريم البغي وضرورة الوفاء - وفاء العهد والصحبة- فعن أبي عبد الله الصادق عن أبيه(ع) قال: أن رسول الله (ص) كتب كتابا بين المهاجرين والأنصار ومن لحق بهم من أهل يثرب، إن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضا بالمعروف والقسط مابين المسلمين، وانه لا يجار حرمة إلا بإذن أهلها، وان الجار كالنفس غير مضار ولا إثم، وحرمة الجار كحرمة أمه وأبيه، لا يسالم مؤمن دون المؤمنين في قتال في سبيل الله إلا على عدل وسواء.
نعلم جميعنا إن الله تعالى خلق الفرد ليعيش في ضمن مجتمع مترابط، قائم على التعاون والإخوة، ولذا نرى إن الإسلام قد وضع قوانين تساعد المجتمع على توطيد العلاقات وتماسكها، ويبعد كل عمل يعود بالضرر البالغ على المجتمع، وعلى سلامة عيشه وترابط تكاتفه، وعلى الجميع أن يكونوا حذرين من مصائد الشيطان وألاعيبه، يقول أمير المؤمنين علي (ع) "وما خلق الله عز وجل شيئا، أحسن من الكلام، ولا أقبح منه، بالكلام ابيضت الوجوه، وبالكلام اسودت الوجوه، وأعلم إن الكلام في وثاقك، ما لم تتكلم به، فإذا تكلمت به صرت في وثاقه، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك فرب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة"..
فلنغرس بتراب أرضنا وفاء عهودنا، ونتذكر دائما ان الله قد حرم نقض العهود، فلا نكونن من الخائنين.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha