أسامة القاضي ||
بدأت ملامح الأطراف المتصارعة في المستقبل القريب للصراع العالمي في التبلور. وقامت العديد من الدول بالفعل بزيادة ميزانياتها العسكرية. وإذا كانت إمكانيات الدول الأوروبية الأعضاء في "الناتو" حاليا محدودة بالنسبة للإمدادات العسكرية لأوكرانيا، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ليست كذلك، ويجب اعتبار مثل هذه التصريحات من جانبهم على أنها معلومات مضللة.
ومن الواضح أن الدولة (أمريكا) التي تتجاوز ميزانيتها العسكرية ميزانيات جميع البلدان مجتمعة قادرة على تزويد القوات المسلحة الأوكرانية بالأسلحة لسنوات قادمة. لنتذكر كيف زجّت وزارة الدفاع الأمريكية بأسلحة تصل قيمتها إلى عشرات المليارات من الدولارات إلى أفغانستان. إنهم يفضلون مساعدة أوكرانيا على دفعات صغيرة، حيث أن للسلطات الأمريكية مصلحة مباشرة في تأجيج الصراع العسكري في أوكرانيا، لأن واشنطن هي التي صنعت وأوجدت خطوات مسبقة لاستفزاز روسيا وجعلها ترد، أما الهدف الحقيقي لأمريكا من ذلك، لا يمكننا إلا أن نحمن طبيعيته.
في الوقت الحالي، هناك اتجاه واضح نحو مزيد من التصعيد في الصراع الدائر، ولم تؤدي نصف الإجراءات إلى تحقيق الأهداف الأساسية المتمثلة في "نزع السلاح واجتثاث النازية الجديدة" في أوكرانيا. وروسيا مجبرة على حشد القوات لتحقيق المزيد من التقدم. كما يعتبر طول خط المواجهة الذي يبلغ مئات الكيلومترات وضعف المواقع في مناطق معينة سيشكل باستمرار تهديدًا للأمن. بالإضافة إلى أن أوكرانيا ستحاول جذب أكبر عدد ممكن من المشاركين الجدد إلى الصراع.
https://telegram.me/buratha