الكاتب سجاد الدخيني ||
في أحد أزقة النجف الاشرف، تعيش تلك العائلة التي يفوح منها منها الحب والوئام،
ووسط حبٍ وحنان، ولكن حدث ما حدث
فلم يكن الأمر سهلا على هيام،
إذ انها لم تتعود ان تفارق زوجها بمثل هذه المدة الطويلة،
فخمسةٌ وعشرون يوماً وزوجها وقرة عينها بعيد عن ناظريها، بل أن الأمر كان صعبا مستصعباً في قلبها المشتاق لرؤية من لم تعهد من قبل غياباً له، ومن لم يرفع يوما صوته بوجها المتلألأ نوراً بحب إمام زمانها،
فخمسة وعشرون يوما قضاها وسام وهو يناضل من أجل أصلاح أبار النفط التي أتلفت نتيجة الحرب على بلاده، وذلك في سفرٍ عملية، لأحدى حقول النفط في الجنوبية. لم يكن في ذلك الوقت أجهزة للأتصال كما هو الأن، فلم تكن بطلتنا في موقف يحسد عليه ابداً،
ذَبُل ذلك الوجه النوراني، وكادت ان تخرج روحها منها. فمدة ليست أياماً بالنسبة لها وانما سنين طوال..
ولولا رحمة الله الواسعة، التي وسعت كل شيء، فكيف لا تسع من في قلبها حباً لآل محمد عليهم السلام، كيف لا وفي قلبها عطشٌ، وشوق، لبقية الله تعالى في أرضه ؟
كانت جالسة في بيتها تجر حسرة بعد حسرة، وصوت الأطفال كالعادة في الشارع وهم يلعبون، وإذابالباب تطرق،
فقالت في نفسها :وهل هذا وقتكم اذهبو اكملوا اللعب؟
طُرق الباب مرة اخرى فذهبت وفي يدها قنينةُ ماءٍ لكي تعطيها لهم.
فتحت الباب قليلا لكي تعطيهم القنينة واذا بالباب تدفع عليها !
هيام كانت أمرأة محتشفة جدا، فمن خوفها ردت بقوة لتقفل الباب..
واذا بصوت وسام متكلماً.. حبيبتي افتحي لي الباب قد تمكنت من الحصول على إجازة لمدة أسبوع.
دخلا... جلسا...تكلما ..
قال لها : يجب ان نذهب للطبيب فحالتك غير جيدة
قالت له : لا يا نور عيني، وما عسى الطبيب ان يفعل ؟ كل هذا هو بسبب فراقك، وها انت قد عدت إلي.
قال لها : انا اعلم بأنك لا تماطلين في الأمر لأنك لا تحبين الذهاب للطبيب، لكثرة الاختلاط بين الناس.
فقالت : اقسم لك صادقة بأنه قد ارتحلت كل الهموم مني منذ عودتك
هنا تذكر وسام شيئا ماهو بناسيهِ أبداً، ولكن هذا الموقف جعله يستشعر به أكثروأكثر
فطأطأ رأسه متأسفاً ونزلت دموعه الغالية،
فقالت له : حبيبي هل تبكي لأني لم أذهب؟
حسناً.. قم لنذهب.. وانا اعتذر جدا.
فأمسك بيدها وقال بصوت مختنق : ليس هذا السبب، فأنا تذكرت ذلك اليتيم،
الذي إذا أصيب بحزن ليس له من يضمه الى صدرهِ
ذلك الوحيد الذي إذا مرض ليس له أحد يعالج ويأخذه للطبيب..
هنا أترفع صوت هيام بالبكاء عالياً فهي عرفت من المقصود باليتيم.
هو صاحب الزمان والمكان الذي قال الله تعالى في حقه هو وأبائه 《قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى》
مضت الأيام وهيام تقضي فترة الغروب للتوسل بالإمام الحجة بأن لا يفرقها عن زوجها فهي لا طاقة لها على فراقهِ،
اقترب موعد الألتحاق لوسام،
ولم يتبقى الا يومان له
هنا رّن هاتفه ليخبره مسؤول الشركة بأننا نواحه مشكلة ولذلك فأنك ستتأخر خلال سفرتك هذه المرة فأذا كنت مرتبط بزوجة اطفال حتى نوفر٧ لكم منزل مناسب
من فرحتها طارت هيام من الفرح لتسجد لله شاكرة على ما استجابة دعائها وعدم ردها خائبةً،
وهكذا استمر العائلة وسط ذلك الحب والحنان الذي جمعهما عليه صاحب الزمام
اللهم عجل لوليك الفرج
ـــــــ
https://telegram.me/buratha