عدنان فرج الساعدي ||
بعد التاسع من نيسان وأنت تنظر للدبابات الامريكية وهي تجثم في ساحات بغداد وأزقتها, وترى السقوط المذل للبعث والبعثيين وتماثيلهم وهروبهم من الساحة جيش وحرس جمهوري وشرطة وفدائيين ومخابرات وأمن خاص والشرطة السرية ..كان قدر العراقيين أن يجدوا أنفسهم بدون دولة .
الدولة التي حكمتهم من 1921 الى 2003 لم يبقى منها شيء بالاطلاق .
حالة من الذهول الصاعق أدى بالناس التي تعتقد إن حقها الضائع يمكن إستراد جزءاً منه من خلال اقتناص ما يمكن إقتناصه من هذه الدولة التي كانت تحكمني بالحديد والنار ( هذا منطق الناس فس ذاك اليوم )
فهوجمت المصارف والوزرات والمعامل والمصانع والمخازن والمدارس ومباني الحزب والقصور وكل شيء يمت للدولة بصلة فنهبت عن بكرة أبيها .بل رأيت بأم عيني بعضهم وهو يقلع المرمر والرخام وحتى الكاشي والشبابيك والابواب من وزارات الدولة ومبانيها ومصانها .وتحولت كردستان الى مخازن ومشترين للماكنات والحاصدات ومكائن المعمل والخطوط الانتاجية .
السؤال .. كم كان على الحكومة ان تخصص من ملايين الدولارات لتشتري من جديد المكائن والاثاث والسيارات والخطوط الانتاجية وغيرها ؟
هل كان بامكان الحكومة الفتية ( مجلس الحكم وحكومته وحكومة علاوي ) أن تأتي بالمستثمرين والشركات الاجنبية . وكيف تأتي بهم وقد انطلقت القاعدة في تفجيراتها في المدن والاسواق والجامعات وقصفها المراكز المدنية والعسكرية والامنية ؟
أي شركة عالمية تأتي لدولة محتلة وفيها تنظيم القاعدة يعمل مع انطلاق مقاومة شعبية ضد الاحتلال ؟
وحجم التحديات التي رافقت احتلال العراق وما ترتب على هذا الاحتلال من هيمنة امريكية على كل مفاصل الدولة عسكرية مدنية أمنية إقتصادية باعتبارها (دولة محتلة وفق القانون) ولنتذكر في يوم من الايام تحدث المالكي صراحة انه لا يستطيع تحريك فرقة من مكان الى مكان إخر الا بموافقة من العسكر الامريكي .
تتذكرون ان امريكا وبعد انبثاق حكومة المالكي الاولى وضعت مستشارا أمريكيا في كل وزارة قيل ان صلاحياته أكثر من صلاحيات الوزير ؟
في أيام 2006 وبعد تفجير مرقد الامامين العسكريين عليهم السلام وحدوث الفتنة الطائفية والقتل على الهوية والاختطاف والتفجيرات والاعمال الارهابية التي وصلت الى 40 حادث في اليوم الواحد بين سيارة مفخخة وصواريخ كاتيوشا ووعبوات ناسفة واقتحام مراكز شرطة وقتل واختطاف . حدث انكماش اقتصادي كبير وتعطل كل شيء والطائرات الامريكية تقصف الفلوجة والموصل ومدينة الصدر والشعلة أثناء المواجهة مع الصدريين . هل نسينا ذلك ؟
فلا تقارن بغداد ومدن الوسط والجنوب مع اربيل والسليمانية ودهوك ولا تقارن العراق مع الامارات وقطر والبحرين .
يتبع