ســلمى الــزيـدي ||
مـن أفـلت كـفك عـن كفـي؟؟
مـن جَعل الشـر بنا يـفتـك والكراهيـة والبـغضاء؟
مـن قــال للمَوَدة كُفّــي؟؟
مـن مـَزَق رابطــنا الأقــوى؟ وعباءة مرجع مذهبنــا؟
مــن فَـرق دَمَّـكَ عن دَمــي؟
فَجَرعنا المُــر أَلا يَــكفي؟
أَذكُـر كُنا جَســداً واحد، كُنّْـا نُقــاوم كُنّْــا نُجاهــد،
وعنــدَ الشـدَّة... تَستـنــدُ كَتفَــكَ علــى كَتفـي.
وقفنـا بوجـه الشيطان وحزبه وأذقناهم أنواع الويلات، كان يقودنا فكـرٌ واحـد، منذ متى صُرتُ عَـدوكَ؟ حتى أنكـرت بطولاتي! كان يفترض أن توجــه سلاحَك لِعَــدوي الصدامي البعثي، الذي طالما رأينا العذاب والظلم والأذى تحت حُكم ديكتاتورَهـم، والذي لازال البطل بنظرهـم! بينما كانوا وقتـها يَنعَمون ويفرحون ولا زالَـوا كذلك برؤيتنا متخاصمــين!! بانت نواياهــم من حيث حقدهم وعدوانَهم فصاروا بنا يشمتون، نعلم أن هناك مَدبِــر لهذا الأمر من حيث إشعــال نار الفتنــة بين أَبناء المكون الواحد والمذهب الواحد، وإستعمــال جميع امكانياتهم سواءً كنت إعلاميةً أو إقتصادية وسياسية، حتى وصلت بهم الأوامر الخطيرة للتصفيات الجســدية وسفك الدماء الشيعية الطاهرة، من حيث الإغتيالات المنظمة بين الطرفين، ليتم الإقتتال بينا ونصبَـح لبعضنــا كارهون.
مَـن منكم فَكَــر بالــ مهدي؟ كيف يكون شعور صاحــب الأَمر والزمان إمامنا المنتظر عندما يشاهد شيعتهُ أَبنــاء علي والحُسيــن، يقتـل بَعضَهــم بَعضـاً، ويتربـص بعضَهم البَعــض، ويتَنــابَزون بالأَلقاب، فتدخل الشياطين من بيــن ثغرات القَذفِ وَالجَذب، وبين الأَفعال وردودها! ويَراهُم أَعـداءً بينما كانــوا أُخوانٌ وأَصحاب، من يَمسَــح على قَلبَ إمامَــنا الجَزوع؟ مَن يُجَفف بعينيه الدمــوع؟ شاهَــد واقِعُــنا وأَفعــالنا بعد أن كانَ يأمَل بنَصرَتـنا.
( فَشَمَّــتــنا عَدُونــا بمَهــديـنا)
حَتـى صــار حيـن يُبادر طرفاً لإخمــاد نارها، فَيَــعتَبرُها الآخــر ضُعفــاً وَإنكِـساراً! وهي بأَصــلها عُلُواً وَرِفعــةً، هم لا يَعــلمون أَن الخــاسر في هذهِ الحــرب هو الطرَفَين، وَإن قامَت قيامَها لا سامــح الله فـلا تبقي وَلا تَــذر، حتى يُقال يا أَيــها الأَحياء تحت الأَرض عودوا، فإِنَّ الناسَ فوقَ الأَرضِ قَــد ماتــوا.