عدنان فرج الساعدي ||
عزيزي القارئ تعال معي لنستعرض ما جرى قبل أن نصدر محاكمة غير منصفة.ففي يوم 15 تشرين الأول/أكتوبر 2005 تم الاعلان عن ولادة أول دستور عراقي بعد ان تشكلت جمعية وطنية عراقية ضمت ممثلين عن جميع مكونات الشعب العراقي حيث ثبتت حقوقها المدنية والسياسية والدينية والثقافية في هذا الدستور.
وبعد أشهر جرت أول إنتخابات عامة لتتكون أول تشكلية لمجلس النواب العراقي ومن ثم انتخاب حكومة عراقية بدون قصف جوي او محاصرة وزارة الدفاع ولا اذاعة البيان رقم واحد .وهو ما تعود عليه العراقيون طيلة الفترة الممتدة من انقلاب 1958 الى انقلاب 1968 الى انقلاب 1979 ( مع أكثر عشرة محاولات انقلابية فاشلة خلال الفترة نفسها ) بل حتى في العهد الملكي كانت هناك محاولات انقلابية, بكر صدقي وغيره .
وبدأت الحكومة الاولى ( حكومة نوري المالكي الاولى 2006- 2010 ) العمل وفق ما تيسر لها من أموال على تلسيح الجيش الجديد حيث ان الجيش السابق لم يبقى منه الا جدران المعسكرات السابقة وبالفعل وصلت الدبابات والمدافع والطائرات والهليكوبتر والرشاشات وما يحتاجه الجندي حيث يتسلح اليوم الجندي بأحدث الاسلحة وكذا الأمر إنسحب الى القوات الامنية وجهاز مكافحة الارهاب .
ثم إتجهت لتطوير المنظومة الكهربائية وشبكات الصرف الصحي ومياه الشرب والجامعات والمدارس والبطاقة التموينية والمستشفيات والمراكز الصحية والرعاية الاجتماعية وزيادة رواتب الموظفين,
ومع هذا التحرك كانت المحافظات من الشمال الى الجنوب ( عدا محافظات كردستان ) تعاني من تدهور أمني شديد مما دعا الحكومة في 2007 الى القيام بخطة لفرض القانون، وكان من بين أعمال هذه الخطة عملية صولة الفرسان على جيش المهدي في البصرة والناصرية وبغداد وبعض المحافظات التي كانت شبه خاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة،
ثم عمليات أم الربيعين في الموصل وذلك لتفكيك تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة المسلحة ، بالإضافة إلى عدة عمليات عسكرية في المناطق الساخنة التي تتواجد فيها .
فأي تنمية تحدث وهذه هي الاوضاع المرتبكة حيث برزت المجاميع التكفيرية وشكلت مجاميع من عناصر النظام السابق جيوش لمقاتلة الشيعة المرتدين ( في المحافظات الغربية خصوصا)
وانطلقت جماعة التوحيد والجهاد وجيش أنصار السنة وجيش المجاهدين والجيش الإسلامي في العراق وجيش محمد وكتائب ثورة العشرين وجيش الطائفة المنصورة وكتائب صلاح الدين وجيش الفاتحين وكتائب سعد بن أبي وقاص في القتل الممنهج والتفجيرات اليومية والحرائق التي لن تسلم منها الجوامع والمراقد والكنائس والجامعات والمدارس والاسواق .
ومع ذلك جرى تنفيذ ما يمكن تنفيذه في الحكومة الاولى مع تأسيس مؤسسات العدالة الانتقالية
ان مجموع موازنات حكومة المالكي الاولى (2006- 2009) بلغ 231.718.12.780.000 ترليون دينار اي ما يعدل 194.884.883.751 مليار دولار امريكي ،
و ان “الموازنات التشغيلية، التي تحتل المرتبات والنفقات الحكومية، حازت الجزء الاكبر منها، فقد بلغ مجموعها في هذه الحكومة 179.092.151 ترليون دينار (150.624.180.824 مليار دولار)، وقد بلغت المخصصات الاستثمارية في الحكومة الاولى 52,652.974 ترليون دينار فقط
(44,283,409,587 مليار دولار)
ولابد من الاشارة الى إن النفقات الفعلية في عهد المالكي بين 2006 – 2011
1- 28.9 ترليون دينار عراقي (24.3 مليار دولار) دفعت تعويضات الكويت.
2- اكثر من 11 مليار دولار لتسليح القوات الامنية في وزارات الدفاع والداخلية والعدل.
3- 12.7 مليار دولار ذهبت لسداد ديون نادي باريس .
4- 91.2 مليار دولار تم توزيعه على المحافظات والوزارات من فائض الموازنات الاستثمارية.
5 - حصة أقليم كردستان 17% من أصل مجموع قيمة الموازنات للاعوان 2006- 2009
يتبع
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha