نرجس التميمي ||
مسألة الصحبة مع المعصوم وخصوصاً الامام المهدي ارواحنا فداه تتطلب ان يكون المصاحب على قدرٍ عاليٍ من الإخلاص والمسؤولية تجاه قضيته وان يتخذ من اصحاب النبي واله الكرام صلوات الله عليهم قدوة وان يستلهم من حياتهم الدروس في هذه الصحبة وخير مثال لنا هو سلمان المحمدي.
سلمان المحمدي هو من الشخصيات الكبار في التاريخ الاسلامي فلقد نال شرف الصحبة للنبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، وصحبة أمير المؤمنين صلوات الله عليه، ونيله لهذا المقام لم يكن عبثا او صدفة، بل كان نتيجة ولائه وحبه وإخلاصه لهم صلوات الله عليهم، فلا بأس ان نتخذ من شخصية هذا الرجل مثالاً لنا على خطاه نسير في طريق الانتظار للأمام المهدي ارواحنا فداه ونستلهم الدروس من حياته لإكمال طريقنا، فمن منا لا يتمنى ان يكون من اصحاب الامام المهدي عجل الله فرجه؟ او ان يكون من الذين ينالون عناية خاصة من قبله صلوات الله عليه؟ وهذا يكون بالاجتهاد والسعي المستمر ومجاهدة النفس ورفض أهوائها قال تعالى "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلنا" إذن فمن ينظر الله تعالى الى قلبه ويجده جاداً في الطلب سوف يهديه السبيل للوصول الى ما يريد.
اهم الصفات التي وجدتها مميزة في شخصية هذا الصحابي الجليل هي صفة الإيمان، ونبذ التفريق بين أبناء الاسلام، اذ كان يعتبر المسلم اخاه مهما كان لونه او عرقه او قبيلته وكل بلد ترفع فيه راية الاسلام هو بلده، ففي يومٍ من الأيام دخل سلمان الى المسجد وجد جماعة من الصحابة يتحدثون فيما بينهم كُلٌ منهم يسأل الاخر عن قبيلته وبلدته، الى ان وصلوا الى سلمان فقالوا له: وانت يا سلمان، ما حسبك ونسبك؟ فأجابهم:” أنا ابن الاسلام..، كنت ضالاً فهداني الله بمحمد، وكنت فقيراً فأغناني الله بمحمد، وكنت مملوكاً فأعتقني الله بمحمد، وهذا حسبي ونسبي" وهذا لعمري من اهم الدروس التي تركها سلمان لنا، فالهجمة اليوم من قبل أعداء الاسلام، يريدون القضاء على الاسلام ومبادئه، بشتى الفتن منها فتنة التفريق بين أبناء الامة الاسلامية، والاعتراف بالحدود الجغرافية التي رسموها لنا، فأنا إن كنت اعترف بالإسلام دينا، و محمد (صلى الله عليه واله) نبياً، وبعلي (عليه السلام) إماماً ووصياً، فلا اعترف بهذه الحدود التي وضعها عدوي للقضاء علي انا واخي من نفس مذهبي وديني، فلإمام المهدي عجل الله فرجه يريد ان تكون صفة الإيمان والأخوّة في الإسلام أحد أهم صفات انصاره وشيعته وسبيلهم للتعايش مع اخوانهم في الدين والعقيدة، فعندما يظهر ارواحنا فداه سوف يكون في جيشه مختلف الجنسيات واللغات، وسوف يقيم دولة على هذه الارض، نعيش فيها سويةً دون الالتفات الى الفروق العرقية واللغوية.
ها هي قوافل زائري الحسين عليه السلام قد اقبلت للزيارة، من بلدانٍ شتى واللغات والالوان المختلفة، وها هي وسائل الاعلام المعادي قد بدأت تبث سمومها، تحاول زرع الفتنة والقضاء على هذه الشعيرة، لكن هيهات وصاحب الشعيرة هو الحسين عليه السلام، وراعيها والمؤمل لإحيائها هو المهدي ارواحنا لتراب مقدمه الفداء
سلمان المحمدي قد ترك لنا درساً نستضيء به في الطريق الى المهدي (عج)، فلنحيي ذكره بهذه الصفة، ونوصل رسالته التي ارادها ان تكون سبب ثابت الأمة وصمودها، وبذلك سوف يغدوا كُلٌ منا سلماناً للمهدي