محمد فخري المولى ||
اين النخب سؤال يردد على مستويات عدة بل بكل المحافل وقد تكون هذه الفترة افضل الاوقات للاجابة .
المعضلة الكبرى محليا أننا نمضي بطريق التفرد بالقرار والاهم امضاء قرارات بلا استنارة باراء المختصين والنخب وكذلك بلا بُعد ستراتيجي .
بالتاكيد بظل ما تقدم لن تكون النهايات سعيده وهذا ما اثبتته الايام وما بطياتها من احداث منذ حقبة خمسينيات القرن المنصرم الى اليوم ، بالمناسبة تم اختيار هذه الحقبه لان العديد ممن عَاصر تلك الحقبه ما زال على قيد الحياة والذاكرة الجمعية ما زالت مفعمه بالاحداث والصور المخزونه والمحفورة بغض النظر عن مع او ضد .
نعود والعود أحمد عن السؤال المهم ( أين النخب )
النخب فعليا كنسبة من اكاديميين وباحثين وكُتاب ومثقفين ورموز دينيه عشائرية مجتمعية فاعلة لا يتجاوز نسبتهم ٢٠٪ بأفضل الحالات والتصنيف المجتمعي واضح للمطلعين .
نصف هذه النسبه اسّطف من حيث يعلم او لا يعلم مع جهة معينة فاصبح خطابه خطابها واجدد سواء برغبته او لتناغم خطاب تلك الجهة مع ميوله او كانوا من الداعمين له وما يعرفون بقادة الخط الثاني والثالث .
النصف الاخر وهم من بقي بالساحة انقسموا الى نصفين ايضا .
الاول ساند او دعم مبدا استخدام القوة الصلبه والناعمه التي بنهاية الطريق ستكون القوة العسكرية او بيان رقم ١ واحد هي لغة الحل وفق مقولة اخر الدواء الكي .
نود الإشارة ان ما نتحدث عنه ليس سر ولا معلومات أمنية بل نسب بامكان اي شخص او فرد مطلع ان يميزها او يطلع عليها من خلال الصفحات الشخصية والعامة لاي شخصية عامة ليعلم بل ليميز نوع خطاب اي شخصية وتوجهه الفكري .
اذن لم يتبقى سوى نسبة تقرب من ( ٥٪ ) فقط .
النخب المتبقية مما ذُكر انفاً ، أيضا تنقسم الى نصفين ، نصف يتجه الى الظل او مايسمى اخذ ما تريد بصمت ومسنعدة للتنازل بعض الثوابت والتفاصيل من اجل ان لا يُقحم باي نقاش او ابداء للراي ما دامت الامور ماشية صيت ، سمعة ، وضع مادي جيد ، أما الموقع على الظروف والفسح الإدارية .
ما تبقى من نسبة النخب هي تقريبا ( ٢٪ ) نخب تخضع لمعيار المنهج العلمي الاكاديمي بلغة التحاور والنقاش الهادف غير المُتعصب ولا تتخذ التشنج طريقاً لها ولها رؤية تحاول ان تضعها موضع التنفيذ ولها استعداد لتكون بالمقدمة اعلاميا وخطابيا ، لكن كلماتها موجه للخط المعتدل ذو النهج السلمي من النخب او افراد الشعب فقط .
نود التاكيد وفق ما تقدم من معايير لن يكون تاثيرها فاعل مجتمعيا بشكل واسع ، وهو الجواب لماذا لم تنجح النخب الأكاديمية الغير مؤدلجة او ما تسمى بالمعتدلة المستقلة بالانتخابات وخصوصا الاخيره وما سبقها او ان يكون لها بصمة بالاحداث .
الانتخابات النيابية الاخيره التي تُماثل انتخابات مجالس الاقضية تحكمت بمشهدها الانتخابي الحزبية والكتلوية والمال العام والخاص للشخوص والاحزاب والسلطة ، بنتيجة واضحة غياب النخب المعتدلة عن المشهد السياسي التنفيذي .
بظل ما تقدم لم يبقى للنخب الأكاديمية المعتدلة المستقلة سوى فسحة بسيطه من التأثير الفعلي على الشارع وليس التاثير التنظيري الاعلامي للكلمة او الفكره التي تُطلقها النخب .
عالميا النخب لهم كلمة من خلال مراكز الدراسات والابحاث او تقديم المشورة او مقترحاتهم مباشرة لتتبنى الدوله او الحكومة مشاريعهم .
محليا بظل النظام النيابي الذي لم تفلح النخب باسمها الصريح سوى مرة واحدة الذي اختزلت به القائمة بشخص واحد اعطي او استحدث له منصب وانتهى الامر .
اذن لم يسمح للنخب ضمن الجزء الاخير بالرقي والارتقاء بل انتقل للتهميش والاقصاء لانهم مع العراق فقط دون اي مسمى او عنوان اخر .
اخيرا وليس اخرا
ما يحدث اليوم هو نتيجة حتمية لان من بيدهم مقاليد القرار والسلطه لم يستمعوا سواء لنُخبهم فقط .
لانه سالت العديد من النخب الحقيقين عن الاحداث الحاليه سيردد كما توقعت وان سالته كيف ستنتهي الاحداث باتجاه الوطن الواحد والمصير الواحد لن تجد سوى عبارة بسيطه بها كل الحلول ( مصارحة ، مصالحة، حوار ، تنازلات من الجميع )
ناسف ان ننظر دماء ابنائنا تُراق داخل بلدنا من اجل تغيير واقع الحال بسبب الخدمات والفشل بالتخطيط الإستراتيجي ونتيجة لوجود الفساد والمفسدين والمتمسكين بالسلطة ، ولا تراق الدماء الطاهرة على اسوار البلد لحفظه من الدخلاء والاشرار من عابري الحدود .
ان العودة لمربع الخوف والسلاح ورائحة دخان التفجيرات هي نتيجه طبيعية لغياب او تغييب النخب الأكاديمية المعتدلة .