بـدر جاسـم ||
رسائل عاجلة و بعضها ممهدة تحملهُا مسيرة الاربعين، لتملئ بها كل الطرقات التي تؤدي إلى كربلاء، إضافة إلى الفضاء الافتراضي، لتنشر تعاليم الإسلام و ترص الصفوف بين المؤمنين، كذلك يغتسل الزائرين بماء العشق الحسيني، فتزيل عنهم كل الادران التي تسببت بها العصبية القبلية و القومية و الحزبية، ليعود الزائر نقي طاهر من ينبوع الطهارة.
زيارة الاربعين هي فيض من الطف لتشمل كل من أبعدهم الزمان والمكان لنصرة الامام الحسين(عليه السلام) فتشكل حدث اعلامي فريد، لنشر مبادئ الإصلاح التي قام من أجلها الامام الحسين (عليه السلام) فتهيئ الأجواء لا مثيل لها من الإيثار والتسامح و التعاون كأنك تعيش في عالم الإسلام الأصيل، لقد قدم أصحاب المواكب الحسينية لوحة الكرم و السخاء، فجادوا بكل امكانياتِهم لأجل إنجاح هذا الحدث العظيم في ظل أزمات مالية يعيشها العالم، ان قطرات الماء التي انسكبت من قربة العباس( عليه السلام) على أرض كربلاء أصبحت مواكب تروى الزائرين و تخفف عنهم حر الصيف اللاهبة.
مشاهدة الملايين الزاحفة نحو قبلة الاحرار تشكل صورة واضحة لصلاة الجمعة التي سيقيمها الامام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) عند ظهوره المبارك التي سيأتي لها الناس من كل أنحاء العالم، ان مشاعر الزائرين التي يبدونها في زيارة الاربعين نموذج لدموع وهتافات وزفرات العشاق عندما يشاهدون الامام بابي وامي ويسمعون صوته العذب، فزيارة الاربعين تنقلنا رويداً رويداً لعصر الظهور المبارك.
مسيرة الاربعين أرض خصبة قد انبتت الكثير من الشهداء الذين ذابوا عشقاً بأمامنا الغائب و دافعوا بكل بسألة لرفع الظلم، كذلك انبتت منتظرين الذين يترقبون ظهور الامام المهدي روحي له الفداء، فراحوا يترصدون و يتابعون و يحللون بكثب كل الأحداث، ويعدون أنفسهم للظهور المبارك بهدى المرجعية الرشيدة.
مسيرة الاربعين تحمل رسائل كربلاء لتبلغ العالم بما حصل للأمام الحسين(عليه السلام) وما تعرضت له أسرتهُ الكريمة على أيدي الامويين، لتبقى شعلة الإصلاح تضيئ حتى القيام المهدوية.