علي حسين الاشرفي||
عندما أشتد الصراع السياسي، حول تشكيل الحكومة القادمة، وإنقسم المجتمع العراقي، بين مؤيدًا لتشكيلها، ومطالبًا بإعادة الإنتخابات البرلمانية، إستغل البعثيون إنشغال الشارع، والقوات الأمنية عنهم، لينفذوا مخططًا بعثيًا، كانوا قد أعدوا له، وتجهزوا لتفيذه، إثناء الزيارة الأربعينية.
لا يعلموا بإن مديريات هيأة الحشد الشعبي، يقظة في كل الظروف، فرغم إهتمامهم بالزيارة الأربعينية، ومشاركتهم الفاعلة، في تأمين الطرق المؤدية لكربلاء المقدسة، إلا إنهم لم يهملوا قواطع مسؤولياتهم، بل إستمروا يحرسون العراق من الدواعش، ويراقبون أبناء البعث المنحل، بالإضافة إلى مهمتهم الموسمية، ومشاركتهم في تأمين الزيارة.
فنفذت مديرية الأمن، في هيأة الحشد الشعبي، عملية نوعية، أطلقوا عليها ( عملية الردع الثانية )، في كربلاء المقدسة، وبابل، والمثنى، والديوانية، تم خلالها إعتقال عدد من أفراد هذا المخطط، والذين كانوا ما قبل ٢٠٠٣م من ظمن تشكيلات حزب البعث المنحل، حيث تنوعت مسؤولياتهم، بين ( عظو فرقة، عظو شعبة ).
الرائع في الموضوع، بأن عملية الإعتقال، لم يتم الكشف عنها، أو معرفة الجهة المنفذة، قبل نشر بيان هيأة الحشد الشعبي، والذي جاء فيه ( في الساعة الواحدة من فجر يوم الخميس ٨ أيلول ٢٠٢٢ ، وبإشراف رئاسة أركان هيأة الحشد الشعبي وبجهد إستخباري عالِ ومتابعة دقيقة وبعد إستحصال الموافقات القضائية، إنطلق أبطال الحشد الشعبي بنداء لبيك يا حسين لتنفيذ عملية إستباقية واسعة بإسم ( الردع الثانية) تم من خلالها احباط مخطط معادِ ضد أمن بلدنا وزيارة الأربعين يقوده حزب البعث المحظور في محافظات ( كربلاء المقدسة، بابل، المثنى، الديوانية)، حيث تمكن أبطال الهيأة من الإطاحة بشبكة فاعلة منهم أعضاء قيادات قطرية وقيادات فروع وشعب، حيث تم التعامل مع المعتقلين وفق الإجراءات القانونية أصوليا وسنوافيكم بالتفاصيل لاحقا. )
الغريب في الأمر، إن المجتمع العراقي، على السوشيال ميديا، إنقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول مؤيدًا لهذه العملية، مقدمًا الشكر والإمتنان لهذه الجهود المبذولة، والتي تمثل بادرة أولى للقضاء على كل الحركات المنحرفة عقائديًا، والمحضورة سياسيًا.
القسم الثاني كان معارضًا، متهمًا العملية بأنها تصفية خصوم، وبداية تكميم الأفواه، وهذا الوصف مردود عليهم، بإعتبار الشخوص الذين تم إلقاء القبض عليهم، هم ليسوا من الصحفيين، أو قادة الرأي العام في الوقت الحاضر، كما وإنهم ليسوا منتمين للأحزاب الجديدة، حتى تصبح عملية تصفية خصوم بالفعل، كما وإن إعتراضهم الذي لم يعللوه، هو لماذا الحشد الشعبي بالتحديد، وهذه سنجيب عنها في نهاية المقال.
القسم الثالث، وقف على التل، لحين إكمال التحقيقات، مع المعتقلين، وإعلان الإعترافات، للرأي العام، لكي لا يستعجلوا ويعطوا آراء مبنية على العاطفة.
أما رأي الشخصي، فأنا معترض لأنهم مقلّين، من هذه العمليات، كان يفترض بهم أن ينفذوا عملية واحدة إسبوعيًا، ( لينجلط كثيرون )، ورأيي هذا لم يأتِ بسبب عاطفة، بل حسب معطيات كثيرة، من أهمها، سرية العملية، والمعتقلين نفسهم، لم يعرفوا بإصدار إلقاء القبض عليهم، إلا بعد أن تم إلقاء القبض، وهذه جديدة في عراقنا الجديد، فقد تعودنا، أن يعرف المطلوبين، بوقت تنفيذ إلقاء القبض، قبل الجهة المنفذة نفسها، كما إن تنفيذ عملية في أربعة محافظات، بوقت واحد هذا أمر جيد، ومهم جدًا، كون الشبكة واحدة، وحتمًا الخبر سيصل إلى شركائهم، وستفشل العملية، فكان من الظروري تنفيذ العملية بوقت واحد، وهذا ما حدث فعلًا.
كما ونذكر بأن العمليات المشتركة، تولي للحشد الشعبي، العمليات المهمة، والصعبة، كما حدث قبل سنوات، ونفذوا عمليات الإعتقال لأصحاب قاعات الروليت الذين كانوا، بحماية مافياتهم المدججة بالسلاح.