علي الخالدي ||
الشعب العراقي يتميز عن باقي الشعوب، ولا سيما العربية منها، بسمة الكرم والجود وحسن الضيافة، وهذه الصفة محل تفاخر لديهم، و ميدان يتسابقون فيه مع باقي الأمم، ويبدو ان الشعب العراقي نجح في امتحان واختبار الضيافة الإلهي ، فاجتباه الله تعالى ليكون موطئاً وممهداً لدولة المهدي المنتظر "عليه السلام" ،في سفرة الكرم إضافة لمعترك الجهاد والسلاح .
هناك من يشكل على دخول الأعداد الهائلة والكبيرة من الزائرين الاجانب، من خارج حدود العراق، ويتصور ان هذا السيول البشرية فيها ارباك للشأن العراقي، وتحميل لطاقات العراق الخدمية أكبر من سعاتها، مثل سعات الماء والكهرباء والطعام والشراب والمنام والمرافق الصحية وغيرها، ويدعو الحكومة العراقية للتدخل في تحديد أمواج الزائرين وتقنين افواجهم ، والأكثر من هذا يدعو الحكومة لتكون الراعي الحصري لهذه التظاهرة ..! دون أي مؤسسة أخرى مدنية او حكومية.
نقول ان من يتقدم بالاشكالات أعلاه معذور؟ لأنه لم يسمع قول الإمام عليه السلام (من زار الحسين عليه السلام عارفا بحقه وجبت له الجنة )، فهو لم يعرف ان الخدمات التي يقوم بها الشعب العراقي لضيوف الأربعين ، هو جزء من معرفتهم بإمامهم "عليه السلام " وهو نفس المعرفة بالامام المهدي المنتظر "عجل الله تعالى فرجه الشريف " ، وهو اهم مقدمات الاعداد والتمهيد لمعسكرات الظهور الشريف.
لهذا تجد أن الشيعي يسمي نفسه خادماً، ولا يستنكف في تقديم اي خدمة للزائر،من طبخ للطعام وتقديمه وغسل ملابس الزائر وتدليك جسمه وارجله ، و يتخذون ما يرد بيوتهم من زائرين وما يبذلونه من مال وما يأثرون به على أنفسهم، هي أرقام نصر وعز في ساحة العبودية ، ويفرحون ايهم قام بالخدمة أكثر على صاحبه وأهله وعشيرته وحتى مدينته ، وهذا البرنامج السنوي لديهم جعلهم في كل عام بعد انتهاء زيارة الأربعين يضعون خططاً وبرامج جديدة للأربعين القادم بعده، ويحسبون حسابات لمضاعفة أرقام العام المنهتي، معتمدين على جهود وخبرات تراكم خدمات الأربعين .
لذلك نقول لكل من يحترق قلبه خشية سقوط الجسور من زخم الزائرين، او الخائفين من ان يسرق الوافدين الغبار والاتربة التي تعلوا الشوارع و الأرصفة، أن ملحمة الأربعين هي معسكر تعد وتأهل الشعب العراقي، لإستقبال الجيش العالمي للامام المهدي المنتظر "عجل الله تعالى فرجه الشريف " ، فالعراقيين يمهدون للحظة التي يكون فيها العراق موكباً واحداً، من شماله إلى جنوبه، في خدمة ليس لعشرة مليون او مئة مليون زائر اجنبي، بل مليارات البشر، بعد ان تتحرر الأرض من الظلم والجور.