د. رعد الليثي ||
الأمام المهدي (ع) سيسلمُ مهامَ
منظمة الأغذية العالمية الفاو (FAO)
الى المواكب الحسينية لرفع الجوع في العالم
قد يكون هذا العنوان غريباً، وإستفزازياً في آنٍ واحد، وقد يراه البعض تجديفاً وتخيلات غير واقعية للمستقبل، ولكن قِلَّةٌ هم الذين يرون أن مناسبة زيارة أربعين الامام الحسين عليه السلام باتت مليونية في العقود الأخيرة، وهي تتعاظم عاماً بعد عام، وتكاد تشكل تظاهرةً مليونيةً عظيمة في كل عام، وهي تجربة إغاثة عظمى، عملية، وعملياتية، فهي (مناورة إغاثية عالمية كبرى لرفع الجوع والفقر).
كل عام، يتوجه الملايين من داخل العراق ومن خارجه من شتى بقاع الأرض، وهم يُيَمِّمون وجوههم صوب مثوى قبلة الاحرار أبي عبد الله الحسين عليه السلام إستذكاراً لثورته العظيمة، وتجديداً لعهود ومواثيق رفض الظلم بكل اوجهه عن المحرومين والمستضعفين في كل اصقاع العالم.
الاعداد المليونية التي تتوجه من شتى بقاع الدينا صوب العراق وكربلاء، تجد هذه الملايين وهم يزحفون مشياً من داخل العراق وربما مشياً من بعض المدن الإيرانية البعيدة أيضا، وهم يسيرون زرافاتٍ ووحداناً متجهين صوب كربلاء، ودخل المدن العراقية، وإبتداءاً من مناطق الحدود يجدون المواكب والهيئات الحسينية والمتطوعين وقد افترشوا الطرق والميادين والمقتربات ليقدمون للزائرين الماشين (المَشّاية- كما يصطلح عليهم داخل العراق) شتى صنوف الطعام والشراب والإيواء وباقي الخدمات بمنتهى حدود الضيافة والسخاء والكرم واللياقة والادب، وهم يتوسلون الزائرين (المَشّاية) خلال تقديمهم هذه الخدمات لهم طيلة مسيرتهم الطويلة صوب كربلاء.
وأثبتت الأرقام والوقائع خلال العقود الأخيرة، ان الاعداد المليونية التي وصلت في احدى الأعوام الى (28 مليون زائر)، قد تمت عملية إستضافتهم وإيوائهم وإطعامهم وتوفير وسائل وأسباب الراحة لهم طيلة رحلتهم داخل العراق، ليس فقط وهم متجهون الى كربلاء، بل في جميع الطرق المؤدية الى المراقد المقدسة في العراق، كالكاظمية وسامراء ومقامات الائمة في بعض المحافظات.
وشهدت العديد من المنظمات الإحصائية في العالم، بأنّ العراقيين فاقوا جميع الأرقام القياسية المسجلة في جميع ارجاء العالم وتحديدا في إطر تقديم الاطعام والخدمات لهؤلاء الزائرين الذين تصطلح عليهم تلك المنظمات بـ(الحجاج او الحجيج).
وَثَبَّتَت تلك المنظمات الإحصائية العالمية ان العراقيين قدموا أطول سفرة اطعام مجانية في العالم، واطول مدة اطعام مجانية في العالم ناهزة (3 أسابيع ونيف)، واطول تجمع للمتطوعين في مجال واحد في العالم، واكثر تنوع لعدد الخدمات المقدمة في آن واحدٍ لأعداد مليونية، وأكبر تجمع عالمي تكافلي في الكرة الأرضية، واكبر تجمع ديني في العالم، فضلاً عن كون مناسبة زيارة الأربعين المليونية إصطلحت عليها بعض المنظمات الدولية بانها (ممارسات تطوعية) شبيهة بالممارسات التي حَلُم بها المبشرون من الحكماء والعباقرة والصالحون في إيجاد (المدينة الفاضلة).
من هنا، فإنّنا نعتقدُ بأنَّ (ملحمة الزيارة الاربعينية المليونية) تكادُ تشكلُ مخططاً إلهياً لتهيئة الأرضية للظهور المقدس للإمام المهدي عليه السلام، فهي تشكلُ (مناورةً مليونيةً عظيمةً لتقديم الخدمات، والإيواء، والإطعام، والإرواء، لأعداد مليونية وصلت في أعوام لـ(28 مليون إنسان)، وفي هذا العام (ما قارب 22 مليون إنسان)، وبالتالي فهي تجربة عملية و(مناورة عظمى) لـ(عمليةٍ إغاثيّةٍ عظمى) ، بحكم ان هؤلاء الناس من الزائرين (او الحجيج كما تسميهم المنظمات الدولية) هم مسافرون ومحتاجون باعدادهم الغفيرة والمليونية هذه لعمليات الاطعام، والإرواء، والإيواء، وسائر الخدمات المعيشية اليومية، ولمدة قد تصل أو تزيد عن (3 أسابيع). وهذه المدة هي أطول (مناورة لوجستية لإغاثة اعداد مليونية في وقتٍ واحد) ، والمفارقة انها من دون أمر قيادي واحد، ومن دون تهيئة مسبقة، سوى انها تعتمد على جهود أناس متطوعين تؤطرهم اطر مكانية وشعبية لتشكيل جهودهم اللوجستية التطوعية التي تسمى بـ(المواكب الحسينية) و( الهيئات الحسينية) التي تنسق هذه الجهود الجبارة دون مشاركة حكومية أو دولية او إقليمية، ودون تنسيق مركزي، بل هي تطوعية اجتهادية وتعتمد جهود المحسنين والمتطوعين ووفقاً لآراء جمعية تشاورية بين مسؤولي تلك المواكب والخدم في تلك المواكب والهيئات الحسينية.
وبهذا ، فلا غرو من أنَّ هذه التجربة اللوجستية العظيمة هي ليست بمنأى عن عين الامام المهدي عليه السلام الناظرة الى الخلق والبرية بعين التخطيط والتدبير. ولا مناص من أن هذه الأعداد المليونية التطوعية ستكون هي الاذرع الاغاثية للإمام حال ظهوره، وستكون المواكب الحسينية اكثر تنظيماً واكثر مركزيةً في وقت ظهوره الشريف، وستناط بها مهام وعمليات إغاثة دولية كبرى، وفي بقاع جغرافية مترامية الأطراف في العالم، لاسيما تلك التي تعاني من كوارث الجوع والاوبئة كالصومال واثيوبيا وبلدان افريقية عديدة وسواها من البلدان في أرجاء المعمورة التي تعاني الفقر وشظف العيش وتهدد موجات الجوع سكانها لاسيما الأطفال والنساء.
وسوف لن يغرب عن عين الامام ورعايته، ان تلك المواكب الحسينية التي تدار اليوم باعداد وميزانيات محلية وبادارات محلية ومناطقية صغيرة ربما، لكنها في حين الظهور ستكون مؤسسات كبرى وبرعاية مباشرة من الإمام عجل الله تعالى فرجه أو برعاية نوابه المكلفين، وستتوزع جهود تلك المواكب والهيئات الحسينية بعد إزدياد افرادها باعداد كبيرة جداً، وتُمَوَّلُ من ميزانية دولة الامام المهدي عليه السلام، لتشكل فرق إغاثية مبدئية حسينية فعّالة لِتُقَدِّمَ أساطيلُها البريةُ والبحريةُ والجويةُ سُبُلَ الإغاثة وعمليات الدعم الفوري لجميع الأمم والبلدان التي تعاني من الجوع والفقر في اصقاع المعمورة، حيث بلغ عدد الجياع في العالم عام 2021 ووفق إحصائيات رسمية اممية الى مايزيد عن (828 مليون شخص)، وهذه الاعداد في تضاعف مستمر، والتي يتم تجاهلها اليوم بسبب الإحتكار الدولي والاستكبار العالم، و منظومات الحيف والظلم السائدة في الاقتصاد العالمي ومنظماته اللا إنسانية، فضلاً عن جشع الشركات العالمية الكبرى والشركات العابرة للقارات وطمعها المفرط، الذي يجيز لها افراغ حمولات مهولة من الطعام والحنطة والقوت في عرض البحار والمحيطات بغية عدم هبوط أسعارها في الأسواق العالمية والمحلية، مع علمهم بحاجة البلدان الفقرة وغيرها التي تعيش كوارث الجوع لأبسط عمليات الدعم الغذائي لها. ويضاف الى كل ذلك تعاظم الفساد المستشري داخل الاروقة الأممية نفسها، وبضمنها (منظمة الأغذية والزراعة العالمية الفاوFAO)، والتي تعلن في كل حين عن عجزها الكامل عن رفع الجوع عن بقعة واحد فقط من العالم، كالصومال او احدى البلدان الافريقية التي تعاني من كارثة الجوع، بسبب قصور الدعم المقدم من الدول العظمى في العالم ونكوصها بأداء إستحقاقاتها للمنظمات الدولية، لاسيما تلك المعنية بمواجهة الجوع في العالم.
وبهذا فليس غريباً، اننا وحالما يكون الظهور المبارك لصاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف، انه سَيوعِز وعلى الفور، بأن تُسَلَّمَ مهامُ ( منظمة الأغذية والزراعة العالمية الـFAO ) الى (القيادة العليا للمواكب والهيئات الحسينية العالمية) التي سيشرف الامام عليه السلام او نائبه عنها بصورة مباشرة، لتناط بها ذات المهام التي كانت مناطة بمنظمة الاغذية العالمية الفاو، بل ستكون هذه المنظمة بعد استلام (القيادة العليا للمواكب الحسينية – المفترضة – مهام هذه المنظمة الدولية، ستكون هذه المنظمة الحسينية هائلة المهام، وجسيمة العمليات اللوجستية العظمى، التي ستكون كفيلة برفع الجوع عن العالم بسرعة وبتوجيه مباشر من قداسة الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه. لذا فليس تجديفاً منا إنْ نطالب ( من الآن ) منظمة الأغذية والزراعة العالمية الـفاو (FAO) بأن تنتفع من إستراتيجيات المواكب والهيئات الحسينية في تقديم الجهود الاغاثية لتتبع اثرها وتقلدها وتتعلم منها مبادئ الاصرار والتفاني في تقديم العمليات اللوجستية والاغاثية في العالم. ولنرفع نحن هاشتاك ندعو الجميع لتبنيه ونشره :
المواكب الحسينية أجدر من الـFAO في تقديم الأغاثة #
يا منظمة الأغذية العالمية.. تعلمي من مواكب الحسين كيف تكون الإغاثة الحقة #
نعم للمواكب الحسينية.. كلا لمنظمة الأغذية العالمية.. في عملية رفع الجوع من الأرض مستقبلا
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha