عباس زينل| |
لو نتعمق في الوضع الداخلي الايراني؛ فهو أصعب بكثير من الوضع العراقي من الجانب الاقتصادي، وليست هناك مقارنة أصلًا، فالنظام هناك يعاني من حصار إقتصادي ظالم منذ عقود طويلة، وعملتهم في أدنى مستوياتها، والذي يتطلع على الوضع الايراني؛ حتما سيقول إنهم يحتاجون إلى ثورة عارمة ضد النظام، فإننا لو قارننا الدخل العراقي ليس بالدخل الايراني وفقط؛ وإنما بالدخل الفردي لكثير من الدول، فأن الدخل العراقي أكبر بكثير، ومع هذا كانت إضافة العدس للتموينية تتطلب ثورة ضد عادل عبدالمهدي، بعنوان نريد وطن، فالشعب الايراني مع انه يعيش حصارًا اقتصاديًا ظالمًا وقاسيًا؛ إلا انه يميز جيدًا ما يحدث هناك في إيران، فيعلمون جيدًا من هؤلاء وما وراءهم، فلا العقل يقبل ولا المنطق بأن تحدث ثورة عارمة؛ لأجل فتاة حتى وإن كانت فعلًا قد توفيت على أيدي الشرطة الايرانية، فهل الامر يتطلب تعريض الامن القومي للبلد إلى الخطر بمجرد موت فتاة، اذن هنا يتطلب من المواطن التعامل بتكليف وبصيرة، ولا سيما أنه يشاهد كيف ان أعداء الإسلام ينتظرون حتى ولو أنصاف الفرص؛ للتوغل في إيران والنيل من النظام الإسلامي الحاكم هناك.
العراقيون شاهدوا طفلًا سيدًا بريئا يصلب وسط بغداد، وشاهدوا اخوين مجاهدين يقتلان بطريقة وحشية وسط مدينتهم في ميسان، وشاهدوا أيضًا قطع الكثير من الشوارع والمؤسسات والاعتداء على المعلمين والاطباء تحت عنوان الثورة، والكثير منهم لم يكونوا مجرد شواهد بل شاركوا في هذه الجرائم، هل حدثت احتجاجات عكسية ضد هؤلاء الشرذمة، هل خرج الشعب من سباته ليبين لهؤلاء المجاميع المنحرفة؛ بأنهم لا يمثلون الشعب العراقي، بل انهم جزء بسيط من الشعب، هنا لا اشير بأن الذين خرجوا في احتجاجات تشرين جميعهم من هذا الصنف، أكيد ليسوا جميعا هكذا فمنطق التعميم يعتبر خطأ كبير، حتى في الاحتجاجات الايرانية الان، أجزم بأن هناك شباب كثيرين يعتقدون بأن الفتاة قد ظلمت وماتت، فهنا يلعب العقل دورًا كيف يقتنع بنا يطرحه الإعلام، ومثلما خرج الكثير من الشباب العراقي في تشرين، ظنًا ان هذه الحركة الاحتجاجية تعيد لهم أمل الحياة، الأمل الذي رسمه الإعلام الأصفر في خيالهم، ولكنهم لم يسألوا لماذا هؤلاء الذين يدعون إلى الثورة ضد الحكومة؛ هم خارج العراق متنعمين بكل ما اوتي من خير، لماذا الاحتجاجات قامت الآن في هذا التوقيت؛ في حين العراق يعاني فسادًا منذ سنوات كثيرة، لماذا هذا الغليان لم يحدث الا بمجيء عقلية عراقية اقتصادية؛ اراد الانفتاح لعالم آخر غير عالم امريكا، امريكا التي تسيطر منذ السقوط على شركات الكهرباء والنفط، ولا تقبل أن نتعاقد مع شركات أجنبية أخرى، هل وضع الشعب نفسه يومًا في محل المسؤولية وتسائل عن هذه النقاط.
هذا الي يميز الشعب الايراني عن بقية الشعوب، شعب يقف مع نظامه لان يعلم به نظام إسلامي عادل، ما دام بقيادة وامرة الولي الفقيه الإسلامي، ولا زال نظامًا إسلاميًا؛ فسيواجه هذا الحصار وهذا الالتفاف من قبل الانظمة الغربية.
https://telegram.me/buratha