المحامي عبد الحسين الظالمي ||
عبارة روج لها الاعداء وتلقفها الخصوم ثم اصبحت حقيقة يتداولها عامة الناس فلا يخلو حديث بين الناس من هذه العبارة السحرية التي يتنكر قائلها ومروجيها لكل شىء ايجابي مابعد التغير ٢٠٠٣ فيما ذهب الاعداء اكثر من ذلك ليرسموا صورة سوداء عن الاوضاع في العراق ربما تكون اسوء من صور الوضع العراقي قبل التغير عام ٢٠٠٣ وما كنا نعيشه خصوصا في عقد التسعين (١٩٩٠ الى ٢٠٠٣)
الاغلب الاعم من الناس يتحدثون عن الاوضاع
بشكل سلبي جدا بل يكاد ان لايذكر احد ايجابيه واحدة للوضع مابعد ٢٠٠٣ وهذا لربي مجافي للحقيقة رغم اننا جميعا نعترف بوجود فشل
في مناحي مختلفه في الوضع العراقي وفي مختلف القطاعات الخدمية والصحية وقصور واضح بالاعمار وانتشار ظاهرة الفساد ولكن هذا لا يلغي ابدا وجود جوانب ايجابية مهمه وتطور ملحوظ في حياة الناس عما سبقها من اوضاع وربما تجاوز البعض من هذه الايجابيات حدود ماهو مسموح به مثل التعبير عن الراي واطلاق الحرية لدرجة وصلت الى حدود الفوضى بدافع الحقوق الشخصية والاساسية للافراد بعد ما كنا نخاف من (الحائط لان عنده اذان ) وحتى على مستوى الاعمار والبناء هناك مئات من الشوارع والمدارس والجامعات والسكن وحتى الكهرباء هي نفسها اصبحت دليل على التطور رغم ما نعيشه من ماساة فقدانها في الصيف فمن ٧سبعة الالف ميگه عام ٢٠٠٥ الى ٢٤ الف ميگه عام ٢٢ وهذا يشير الى توسع كبير ولكن لم يخطط له على مستوى الطاقة لتلافي المشكلة التي يحدثها التطور ، وهناك تطور ملحوظ في
الوظائف والرواتب رغم عدم التوزيع العادل
فاارقام الموظفين والمتقاعدين والجيش والشرطة والحشد والرعاية تشير الى ارقام وبنسب عاليه جدا قياسا الى النفوس والى ما موجود في بعض الدول المجاورة .
وكذلك التعليم من حيث الاعداد التي اصبحت المدخلات فيها اعداد كبيرة جدا وكذا المخرجات
رغم اننا كا مراقبين نعترف ان هناك ضعف بالمستوى التعليمي من حيث الوسائل ومن حيث المواد وطرق التدريس قياسا مع المستوى العالمي
وحتى قطاع السكن الذي ارتفعت نسبه في عموم المحافظات رغم وجود الفارق بين ماهو مطلوب وما منجز اما قطاع المواصلات فقد فشل للاسف الشديد في مواكبة التطور ولم يرتقي الى مستوى معين من الطموح فالمطارات مثلا لازالت بعدد
الاصابع ولم يضاف الى الخدمة سوى مطار النجف والسليمانية فقط وهذا شىء محزن جدا وتلام عليه كل الحكومات السابقة ايضا هناك قصور في قطاع النقل الذي كشفته وتكشفه زيارة الاربعين سنويا من حيث الوسائط ومن حيث الطرق رغم استحداث وتطوير البعض منها ولكن يبقى دون الحاجه بفارق كبير جدا .
حدث تطور في مجال الصناعة رغم المحدودية خصوصا في انتاج الاسمنت ولازالت الصناعات التحويلة الاخرى تحبو رغم البرامج التي لازالت حبر على ورق القطاع الوحيد الذي نهض ثم عاد الى كبوته هو قطاع الزراعة ففي مجال زراعة الحنطة والشعير حدثت طفره عام ١٨ و١٩ اذ بلغ العراق حد الاكتفاء الذاتي من هذين المحصولين ولكن سرعان ماعدت الامور كما كانت.
هذا جزء من
كل لايمكن الإحاطة به بمقال واحد ، ما نريد ان نوكد عليه ان رسم صورة سوداء عن الوطن يساهم في رسمها الجميع جريمة لايمكن ان تبرر نعم نقد الاخفاقات والفشل والاعوجاج ضروي جدا بل يعتبر عنصر مهم من عناصر التطور
ولكن اشاعة الجانب السلبي وتجاهل الجانب الايجابي ايضا يشكل خطرا.اننا للاسف حتى الانتصار على داعش وتحرير المحافظات الغربية سرعان ما اختلفنا على بعض التفاصيل وتركنا الاهم فضاعت فرصه ثمينه جدا لتجعل من العراق يسمو وحتى قضية البذل والعطاء التي يمتاز بها العراقين وخصوصا في زيارة الاربعين هذا الحدث الذي عكس معدن العراقين للاسف يتم تجاهله بل ربما عكس ماهو خلافة وكل ذلك يجري من اجل ان نقول ان الاخر فاشل اذ اصبحت الصفة العامة التي تميز واقعنا هي اننا نبحث عن العثرات والهفوات دون ان نذكر ولو منقبة واحدة من الواقع ، ومن ابرز الامور التي
اثرت بشكل سلبي هي النظرة السلبية والتي عمت الجميع بحيث استوى المحسن والمسيء
لذلك اصبحت هذه النظرة مثبطة لكل جهد شريف وعلى كل المستويات .
نعم يبقى العراق شامخا ولكن هذا الشموخ يحتاج سواعد ابنائه واقلامهم ومواقفهم التي تقوم العوجاج وتدعم النجاح وليس المجاملة والبحث عن الطشة وتحويل سمعة البلد مجرد نكته وتنمر ومسخرة يريد بها البعض ( خالف تعرف ).
حتى اصبحنا اكثر شعوب العالم جلدا لانفسنا وسمعة بلدنا بفعل الصراع السياسي غير المنضبط للاسف. لذلك هذه دعوة لكل الاقلام والافكار الناضجة الشريفه المحبة للعراق كل العراق لبدء بمشرع فرز مابين ما هو ايجابي وماهو سلبي وبما هو لمصلحة الوطن وبما هو ضد هذه المصلحة وفرز الشريف المخلص والنزيه حتى ولو كان في اي موقع وبين الفاسد المنحرف الذي يضر بالعباد والبلاد سياسا كان او اعلاميا او طبيبا كان او تجار وفي اي موقع
والله من وراء القصد .
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha