ياسر الربيعي ||
تعد الكتابة وسيلة معبرة عن آراء الإنسان وأفكاره، ونقده وآلامه، وهي طريقة فاعلة في نشر الانتقادات، وعرض الاقتراحات، وطرح التطلعات، والتي لها في ذلك ألفاظها، وعبارات صياغتها؛ التي ينبغي أن تكون للقارئ جاذبة ملفتة، ونافعة مقنعة.
وتزخر الساحة الإعلامية في بلادنا بكتابات كثيرة متنوعة، تضخها الوسائل الإعلامية المتعددة، ففي كل دقيقة تخرج للمتلقي كتابات علمية بحتة؛ لها تدقيق وتوثيق، وهي التي تجعله يحرص على الاطلاع عليها، كما يحرص على استيعابها، وحق لأصحابها التوقير والإجلال، والتقدير والاحترام، ومنها ما تكون أدبية واجتماعية، كالقصة والرواية، والمسرحية والمقالة، والتي فيها غث وسمين، وقوي وضعيف، ورافع ووضيع.
وإن المتابع لبعض الإصدارات ، أو للمواقع الإلكترونية المختصة، أو للأعمال الفنية والدرامية؛ سيجد أن فيها كتابات رصينة، لها مقاصد ثمينة، وفي مقابل ذلك سيرى أن هناك كتابات هزيلة، ومشاركات ضعيفة، وفيها ما يتضمن التخريب والتغريب، والإفساد والتضليل، بل وفي بعضها تلميحات وتصريحات مخالفة لأمور شرعية، وفيها ماهو مشوه الصورة، بعيد عن الحق والفضيلة.
أنظر مثلاً إلى الكتاب الليبراليين؛ الذين تفرغوا لمقارعة التيار الإسلامي، ووظفوا أقلامهم نحو التطاول على مثابات المجتمع العراقي، وتشويه صورتهم، والتقليل من أعمالهم، واستعداء الشعب ضدهم، وقصر الوطنية على من يحمل فكرهم، بينما اهتموا بالتطبيل للأخسرين أعمالاً، والتبجيل للضالين والمضلين سبيلاً، وحجتهم في ذلك دعوى التحرر والتقدم والحضارة، (فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون).
كـم عـالـم متفضل قـد سبّه • • • من لا يـسـاوي غرزةً فـي نعلهِ
وإن من ينظر في أحوال هؤلاء الكتاب، ويتابع حراكهم؛ سيجد أنهم ليسوا أنقياء فكر، ولا أصفياء توجه، ولا هم مؤهلين للبوح الصالح، ولا للنقد الطاهر، ولا للطرح الصادق، فأغلب مقالاتهم تزوير وبهتان، وتضليل وإضلال، وتكرار في نفس المدار، (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون • ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).
إن هذه الطائفة من الكتاب؛ وفي مقدمتهم اصوات حسبنا انها تمثل التوجهات الإسلامية، ومنهم كتاب يعيشون في الغرب الأوربي والأمريكي ، كالكاتب سليم الحسني، الذي ينتمي تأريخيا الى حزب الدعوة الإسلامية، لا تزال تصول وتجول؛ دون رقيب ولا حسيب، حيث وجدت الفرصة في التعبير والنشر؛ بأطروحات زائفة، ونقاشات زائغة؛ لن تنفع الذين يتابعونهم في دنياهم، ولن تفيدهم في أخراهم، وإن صفق لهم المعجبون، أو طبل لهم المطبلون، وزمر لهم المزمرون، قال تعالى : (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ..).
وما من كاتب إلا سيفنى • • • ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء • • • يسرك في القيامة أن تراه
والواجب أن يرتقي كل كاتب بفكره وتفكيره، ويحترم عقلية قرائه، بأن يتوقف عن نشر ضلالاته، وإظهار سخافاته، (فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)، كما يجب أن نحمي أنفسنا من تلك الأبواق الضالة، والأصوات الهدامة، التي تعبث بالثوابت، أو تنشر الفكر الشاطح، وذلك بدحض أقوالهم، وتفنيد افتراءاتهم، والكشف عن خططهم البائرة، ومخططاتهم الخاسرة.
https://telegram.me/buratha