هادي خيري الكريني || إن أقل ما يوصف به دعاء إمامنا الصادق(ع) لزوار أبي عبد الله(ع) أنه بشارة عظمى، فارتع في رياضه ما شئت أن ترتع، واعلم علم اليقين أنك لن تشبع.. فهاك نص الدعاء: ((اللّهُمَّ يا مَنْ خَصَّنا بالْكَرامَةِ، وَوَعَدَنا بالشَّفاعَةِ، وَخَصَّنا بالوَصيَّةِ، وأعْطانا عِلمَ ما مَضى وعِلْمَ ما بَقيَ، وَجَعَلَ أفْئدَةً مِنَ النّاسً تَهْوِي إلَيْنا؛ إغْفِرْ لي، ولإخْواني، وَزُوَّارِ قَبر أبي الحسين الَّذين أنْفَقُوا أمْوالَهُمْ وَأشخَصُوا أبْدانَهم رَغْبَةً في بِرِّنا، وَرَجاءً لِما عِنْدَكَ في صِلَتِنا، وسُروراً أَدْخَلُوهُ عَلى نَبِيِّكَ، وَإجابَةً مِنهُمْ لأمْرِنا، وَغَيظاً أدْخَلُوهُ عَلى عَدُوِّنا، أرادُوا بذلِكَ رِضاكَ، فَكافِئْهُمْ عَنّا بالرِّضْوانِ، واكْلأُهُم باللَّيلِ وَالنَّهارِ، واخْلُفْ عَلىُ أهالِيهم وأولادِهِمُ الَّذين خُلّفوا بأحْسَنِ الخَلَفِ، واصحبهم وَاكْفِهمْ شَرَّ كلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ، وَكُلّ ضَعيفٍ مِنْ خَلْقِكَ وَشَديدٍ، وَشَرَّ شَياطِينِ الإنْس وَالجِنِّ، وَأعْطِهِم أفْضَلَ ما أمَّلُوا مِنْكَ في غُرْبَتِهم عَنْ أوْطانِهِم، وَما آثَرُونا بِهِ عَلى أبْنائهم وأهاليهم وقَراباتِهم. اللّهُمَّ إنَّ أعْداءَنا عابُوا عَلَيهم بخُروجهم، فَلم يَنْههم ذلِكَ عَنِ الشُّخوصِ إلينا خِلافاً مِنْهم عَلى مَنْ خالَفَنا، فارحَم تِلْكَ الْوُجُوهَ الَّتي غَيْرتها الشَّمْسُ، وَارحَم تِلكَ الخدُودَ الَّتي تَتَقَلّبُ علىُ حُفرَةِ أبي عَبدِاللهِ الحسينِ عليه السّلام، وَارحَم تِلكَ الأعيُنَ الَّتي جَرَتْ دُمُوعُها رَحمةً لَنا، وارحَم تِلْكَ الْقُلُوبَ الَّتي جَزعَتْ واحتَرقَتْ لَنا، وارحَم تِلكَ الصَّرْخَةً الَّتي كانَتْ لَنا. اللّهمَّ إني أستَودِعُكَ تلْكَ الأبدانَ وَتِلكَ الأنفُس، حتّى تَرويهمْ عَلى الحَوضِ يَومَ العَطَشِ الأكبر))[١]. ● وهل بعد هذه البشارة بشارة؟!... ---------- [١] كامل الزيارات: ١٢٥، الباب٤٠، الحديث٢. 28/9/2022 اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام https://telegram.me/buratha