لمى يعرب محمد ||
إعلم أنّ ليلة الجُمعة وَنهارها يمتازان على سائر الليالي وَالأيّام سمّواً وَشرفاً وَنباهة، عَن أمير المؤمنين (ع) قالَ: "إنّ الله أختار الجُمعة فَجعل يَومها عيداً، وَاختارَ لَيلتها فَجعلها مثلها، وَإنّ من فَضلِها أنْ لا يسأل الله عزّ وَجلّ أحد يَوم الجُمعة حاجة إلا استَجيب لَهُ، وَإنِ استحق قَومٌ عِقاباً فَصادفوا يَوم الجُمعة وَليلتها صُرِفَ عَنهم ذلكَ وَلَمْ يبقَ شيٌ ممّا أحكَمه الله وفضّله إلا أبرمَه في ليلةِ الجُمعة، فَليلة الجُمعة أفضل اللّيالي وَيَومها أفضل الأيام".
كان اسم يوم الجمعة في الجاهلية" يوم العروبة" ويعود سبب تسمية العرب لهذا اليوم باسم "العروبة" لأن يوم يجتمع فيه الكثير من العرب في مجلس واحد يتناقشون فيه أحوال قريش وشبه الجزيرة العربية، ثم سميت "الجمعة" ويرجع التسمية بهذا الاسم،لان الناس يجتمعون به وكذلك لأنّ الله جمع في ذلك اليوم الأولين والآخرين، وكل شيء في السماوات والأرضيين، وفي الجنة والنار، فأخذ الميثاق منهم له بالربوبية ولمحمد (ص) بالنبوة، قال الله تعالى " للسماوات والأرض: "اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعين"ِ
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَال
إِنَّ لِلْجُمُعَةِ حَقّاً وَ حُرْمَةً، فَإِيَّاكَ أَنْ تُضَيِّعَ أَوْ تُقَصِّرَ فِي شَيْءٍ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ، وَ التَّقَرُّبِ إِلَيْهِ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَ تَرْكِ الْمَحَارِمِ كُلِّهَا، فَإِنَّ اللَّهَ يُضَاعِفُ فِيهِ الْحَسَنَاتِ، وَ يَمْحُو فِيهِ السَّيِّئَاتِ، وَ يَرْفَعُ فِيهِ الدَّرَجَاتِ".
ويوم الجمعة يتنافس فيه الصالحون في كثرة الصلاة على النبي(ص)، اللهم صل وسلم تسليماً كثيرا، اللهم لا تحرمنا من سعة رحمتك، وكمال نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، وجود عفوك يا الله.