احمد ال عبد الواحد ||
الاربعينية او زيارة الاربعين هي اليوم العشرون من صفر، والذي يوافق مرور ٤٠ يوما على استشهاد الامام الحسين عليه السلام، في معركة كربلاء على يد جيش عبيد الله بن زياد عليه لعائن الله.
تعتبر زيارة الاربعين من اهم المناسبات التي يمارسها الشيعة على مدى التاريخ، فهي تمثل لديهم رفض الظلم والتضحية من اجل المبادئ السامية، التي ضحى من اجلها الامام الحسين عليه السلام، حيث ورد عن الإمام الحسن العسكري -عليه السلام-: (علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختّم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر بـ بسم الله الرَّحمن الرَّحيم) لهذا يتوافد الملايين من محبي اهل البيت عليهم السلام الى كربلاء، لغرض احياء هذه الشعيرة، وهم يحملون الرايات التي تعبر عن ولائهم وإنتمائهم لائمتهم عليهم السلام.
تعرضت هذه الشعيرة على مدى التاريخ الى الكثير من العداء و المحاربة من قبل الحكومات الظالمة، التي توالت على حكم العراق، والسبب في استهداف هذه الزيارة كونها تعتبر ركناً أساسياً لدى المذهب الجعفري وعامل قوة منها يستمدون العزم والاصرار على مواجهة كل ما من شأنه محاولة اضعاف هذا المذهب، وتغيير الاسس التي أسسها اهل البيت عليهم السلام و الركائز التي استند عليها، كما يعتبر المذهب الجعفري هو الممثل الوحيد للاسلام المحمدي الاصيل، ولهذا ذأبت قوى الظلام بشتى انواع الاسلحة الفكرية على استهداف هذا المذهب المحمدي الاصيل ولكن دون ان يفلحوا.
هنالك علاقة وثيقة بين ثورة الامام الحسين عليه السلام وقيام الامام الحجة عج، حيث تعتبر كلا الثورتين هما من اجل إصلاح المجتمع، وتعتبر ثورة ابي عبدالله الحسين عليه السلام ثورة تمهيدية لقيام الامام الحجة عج، حيث ارسى الامام الحسين ع في نفوسنا مبدأ التضحية، حيث ضحى الامام الحسين عليه السلام بجميع عياله من اجل ذلك، وقد وردت نصوص كثيرة يتضح فيها هذا الإرتباط بين الثورتين، وان ثورة الإمام المهدي(ع) هي امتداد لنهضة الإمام الحسين(ع) فهما جولتان في حرب تاريخية واحدة بين الحق والباطل، كانت واقعة الطف جولة دامية منها انتصر فيها الباطل ظاهريا، أما ثورة الإمام المهدي(عج) فستكون الجولة الحاسمة التي ينتصر فيها الحق على الباطل، ويطبق الدين الإلهي في ارجاء المعمورة، وينتشرالعدل في ظلاله، وتتحقق السعادة المنشودة في مسيرة التكامل البشري.
ختاماً يتبين لنا الذي يطَّلع على وقائع زيارة الأربعين وما يراه من تجمهر عشـرات الملايين زماناً ومكاناً وبلغات وقوميات وتوجّهات شتّى، يجمعهم رجل واحد اسمه الحسين عليه السلام، وينادون بنداء واحد هو: (اللَّهُمَّ عجِّل لوليِّك الفرج، وسهِّل له المخرج) يرى بوضوح أنَّ تلك الزيارة من أهمّ ممهِّدات الظهور الشريف لامامنا القائم عج ) و تعتبر إحدى علامات الظهور المتحققة لظهور الحجة عج حيث ورد عن مولانا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ السجاد " عَليهِ السّلام" :
( كَأَنِّي بِالْقُصُورِ وَ قَدْ شُيِّدَتْ حَوْلَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ "عَليهِ السّلام" ، وَ كَأَنِّي بِالْأَسْوَاقِ قَدْ حُفَّتْ حَوْلَ قَبْرِهِ فَلَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَ اللَّيَالِي حَتَّى يُسَارَ إِلَيْهِ مِنَ الْآفَاقِ وَ ذَلِكَ عِنْدَ انْقِطَاعِ مُلْكِ بَنِي مَرْوَانَ)