عدنان جواد ||
يقول الفلسطينيون، لولا الميادين ما عرف العالم بطولاتنا ومظلوميتنا، يقال ان الوحدة بآمرها في العسكرية، والمديرية بمديرها ، والوزارة بوزيرها، والدولة المحترمة بقائدها، ومدير هذه القناة الاستاذ غسان بن جدو، كان له الدور الكبير في انتشار قناة الجزيرة القطرية، ولكنه تركها عندما شعر انها انحرفت عن بوصلة القضية الفلسطينية، وانها استخدمت في مؤامرات لتحطيم دول وتمزيق شعوب في بداية ما سمي بالربيع العربي، والحروب الطائفية، تركها واسس قناة الميادين الفضائية، التي يشاهدها الملايين في الغرب والشرق، فلديها بث وباللغة العربية الاسبانية في امريكا اللاتينية، وهي متنفس للذين يبحثون عن الحقيقة واللذين يقاومون الغطرسة الصهيونية والهيمنة الامريكية على العالم، وهي تحمل بعدا عقائديا وميدانياً، وهي بديل عن الكذب والدجل الذي تتكلم في القنوات العربية، التي تحول العملاء والخونة وقطاع الطرق والذباحين الى ثوار شرفاء كما حدث في سوريا والعراق وليبيا، ومطالب الشعوب الحقه كما في اليمن يسمونهم ارهابيين ومليشيات، تصدت الميادين لداعش ميدانياً في سوريا والعراق من خلال مراسليها والبث المباشر في معارك القصير في سوريا التي حولت الهزيمة الى انتصار، وفي العراق من خلال معارك التحرير من صلاح الدين الى الموصل، يتابعها الاصدقاء والاعداء، فاغلب المحللين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين يتابعونها، لينقلوا الخبر الصادق الى مؤسساتهم.
فيها مقدمون ومقدمات مبدعون يتفاعلون مع ما يقدمون يجيدون اللغة العربية ولغات اخرى، هناك مصداقية ومهنية ومواكبة للأحداث، لديها مراسلون في جميع انحاء العالم ، يقول مديرها غسان بن جدو في ذكرى تأسيسها منذ (10) سنوات: (الميادين كانت وستبقى معنية في قضايا الاصلاح الاجتماعية والحريات تدافع عن حق الجماهير في التعبير الحر وتحديد خياراتها الوطنية المستقلة، نتلمس نبض الناس وهمومهم اليومية في الميدان، نفهم تطلعات الشباب وادوار المرآة، نرصد حال الفقراء والمظلومين والكادحين اينما كانوا، نولي التنمية البشرية اهتماماً خاصاً ، وفي القادم سوف تستمر في انحيازها الى ثقافة التسامح ومواجهة التطرف والارهاب، ننطلق من ثابتة التنوع في النسيج العربي والاسلامي من مسيحيه ومسلميه في اديانه ومذاهبه، ومكوناته القومية المتعددة، لم ولن نسمح ان تكون اطاراً لأي تمييز عنصري او تفرقة عرقية او تقسيم ديني او تحريض طائفي او مذهبي ، نحترم حق الاختلاف الفكري، نشجع تفاعل الثقافات والحضارات، هي منبر للحوار الايجابي وايجاد ارضيات مشتركة ومثمرة مع الغرب) ، ويقول الاستاذ عبد الباري عطوان هي قناة المظلومين والمسحوقين، ولولاها لضاعت القضية الفلسطينية والسورية.
نتساءل لماذا لا تكون لدينا في العراق قناة مثل قناة الميادين، وهناك الكثير من القنوات التي تصرف عليها المليارات من الدولارات، فلم نرى غير قنوات للفتنة تفرق الشعب الواحد، واخرى تمجد البعث وتسقط بالنظام بعد 2003، واخرى وهي الاغلبية تمدح بالقائد وتنشر حركات وسكناته فهو الذي يمول تلك القناة، وتلك القنوات لا يشاهدها حتى من يعمل بها!!، والقناة الحكومية التي ينبغي لها الحيادية والوطنية تنحاز للحزب الذي يسيطر ويدير السلطة التنفيذية، ولو صرفت تلك المليارات لاستقطاب شباب مبدعين في اختصاصاتهم، وترك المجال لهم في التطوير، وعدم فرض عليهم البرامج وماذا يقولوا ، نعم لابأس بالسياسة العامة للقناة والهدف العام ، ولكن لا تتحول الى مجرد دعاية للحزب السياسي الذي يمتلك تلك القناة، الحقيقة المرة التي لا يتكلم الكثير عنها، ان قنواتنا الفضائية العراقية والشيعية خاصة، مثل مساجدنا تخلو من المصلين، وانا لا اريد ان اتجنى باطلاً، بإمكان اي احد يمر على المساجد وخاصة في المناطق الشعبية في صلاة المغرب والعشاء، ويذهب في نفس الوقت الى المقاهي ويقارن بين عدد الشباب في المساجد والمقاهي، ونفس الشيء في القنوات الفضائية التي تعرض المسلسلات والدراما، فلا احد يتابع القنوات العراقية لا تبث غير البرامج السياسية والتي تستضاف فيها الا اشخاص جدليين مجادلين يعلوا صراخهم في كل حين وبدون اي فائدة او معلومة فقط التسقيط والاتهام المتبادل في الفساد، واغلب العوائل تشاهد mbc التي تعرض المسلسلات التركية والمكسيكية والتي تبيح الممنوع، والتي انعكست على المجتمع حتى كثرت المشاكل الزوجية والطلاق، فلماذا لا يتم الاستفادة من قناة الميادين؟ ، وقنوات دول ملتزمة اخلاقياً كإيران في نقل الخبرات ، فقناة I FILM تعرض مسلسلات اجتماعية محترمة، لابأس بالاستفادة من التقنيات من الدول الغربية ، ولكن البقاء على نفس النهج، بان يتولى الادارة للقنوات اناس بعيدون عن مهنة الصحافة والاعلام، واخر ما يهتمون فيه ذائقة المشاهد، ورغبات الناس ومناقشة همومهم وتطلعاتهم ، والادارة بصورة دكتاتورية ، وعدم تنويع البرامج، وعدم وجود مكان للأبداع والتطور وبقائها على نمط واحد، سوف ينهي حياة ومسيرة تلك القنوات الفضائية وتأثيرها.
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha