نعيم الهاشمي الخفاجي ||
العراق ساحة للصراعات الدولية وبأدوات عراقية بسبب الموقع الجغرافي وغني بالموارد البترولية والغازية والمعادن والزراعة، موقع العراق محوري بالشرق الأوسط والعالم، شعب العراق معتاد على التفاعل بشكل إيجابي مع قضايا العرب والمسلمين، تجد العراقي فلسطيني ولبناني وسوري ومصري ويمني أكثر من ابناء تلك الشعوب العربية، في كل بيت عراقي تجد أفراد البيت الواحد يستمعون إلى الاخبار ويفرحون لفرح شعوب عربية واسلامية ويحزنون لحزن شعوب عربية واسلامية، بل عندما تجلس في مقهى أو في أي مكان تجد به عراقيين يخضون في الحديث عن السياسة اذا كان الغرب لديهم كيسنجر واحد فنحن لدينا في كل بيت كيسنجر وكيسنجرة، لدينا مفكرين أمثال حمودي النظيف ….الخ من المفكرين بوضع السياسات الاستراتيجية.
الصراعات مابين المكونات الثلاثة السنة والشيعة والاكراد انتج لنا دولة فاشلة منذ ولادة العراق الحديث عام ١٩٢١ بل القوى المتربصة بنا شر وسوء أدركت حقيقة يجب تفتيت المكون الشيعي واستهداف رموزه الدينية والسياسية وزرع روح اليأس لاستهداف المكون الشيعي وضربه ضربة قاضية ومميتة،والمصيبة ان اغلب الكتل السياسية الشيعية العراقية قبلت لنفسها أن تخدم الاعداء من خلال تثقيف جمهورها من خلال زرع روح الكراهية إلى جمهور الكتل المتنافسة، المؤسف ان الصراعات مابين الكتل الشيعية ليس من خلال التنافس على تقديم الخدمات للمواطن العراقي الشيعي بشكل خاص وبقية المواطنين بشكل عام، وهناك حقيقة مجتمعنا وبالذات الشيعي العراقي لايملك ثقافة سياسية يمكن يميز بها المواطن العراقي الشيعي مابين العدو والصديق، ومابين عاطفته وميوله وبين حقيقة وجود وطن يأن بصراعات مستدامة، من المؤسف المؤلم نجد إعلاميين ونشطاء يتبادلون التهم الغير مبررة وجعلوا من منصات التواصل الاجتماعي أشبه في حلبة سباق ومنافسة
الخاسر الوحيد فيها (الجمهور)، هؤلاء لا يفقهون فن السياسة، يقيسون الأمور على حسابات ضيقة ويتصرفون على أساس الربح و الخسارة في المناصب وليس في توفير الأمن والأمان وتوفير الخدمات والحياة السعيده، نعم هؤلاء ساسة الصدفة جمعوا المال وفشلوا في ميدان السياسة فشلاً ذريعاً وخسروا حاضنتهم الاجتماعية، كل صراعاتهم الهدف منها الحفاظ على وجودهم بالمناصب البائسة وبكل الوسائل، سواء كانت مشروعة أو غير المشروعة منها، يطبقون المبدأ الميكافيلي الغاية تبرر الوسيلة و من يزرع الكراهية لا يحصد سوى الخسران وخسارة الحاضنة المجتمعية.
هذا حسب قرائتنا إلى واقع الشارع العراقي وبالذات الشيعي، نحن كمكون تعرض لظلم طال لفترات قرون من الزمان وبطرق استئصالية انتجت لنا بيئة فاشلة لاتميز بين الصديق والعدو، والفشل ليس في الطبقات الاجتماعية البسيطة بل غالبية الطبقة السياسية الحزبية الشيعية نتاج بيئة بسيطة فهم فاشلين للأسف الشديد، لذلك مانراه من ثقافة مجتمعية فاشلة ليس محصور فس الكتل والأحزاب فقط، فهذة الأحزاب وكتلها لم تأتي بهذة الثقافة من أدبياتها ولا من بنات أفكارها ولم تستوردها من الخارج ولكنها وجدتها مغروسه في عقلية الشارع فكل ما فعلت أنها عكست حقيقة سذاجة البيئة وبساطتها، أنا على المستوى الشخصي درست الصحافة ليس لكي ابحث عن فرصة عمل في صحيفة أو محطة اعلامية حزبية وإنما لكي اكتب بحرية واطرح رأي خاص لي مستقل غير متلوث في افكار أحزاب الانبطاح، انا أقل إلى البعثي الطائفي انت إرهابي نتن، ولايمكن إن اصفه بالوطني والشريك في بناء الوطن، يجب أن نقول إلى الأعور انت أعور وليس كريم العين، ونقول للمهتوك أنت مهتوك فاقد للشرف والرجولة، يقول الإمام علي بن موسى الرضاع ع صديق كل امرئ عقله وعدّوه جهله.
وفي حديث آخر للإمام ع، -لا يكون المؤمن مؤمناً حتى تكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربّه وسنّة من نبيّه صلى الله عليه وآله وسنّة من وليّه عليه السلام. فأما السنّة من ربّه فكتمان السرِّ، أمَّا السنّة من نبيّه صلى الله عليه وآله فمداراة الناس، وأمّا السنّة من وليِّه عليه السلام فالصبر في البأساء والضراء.
أين نحن كساسة ومثقفين ونشطاء وككتاب نمثل المكون الشيعي سواء المتدينين أو الغير متدينين أو اليساريين من ذلك.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
13/10/2022
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha