إنتصار حميد ||
يتابع الناس يوميًا التريند بشغف كبير، وأصبح لدينا إعلاميين وبرامج متخصصة في صنع التريند ومتابعته، فلماذا وكيف يصنع الناس التريند، وكيف يؤثر في المجتمع؟
تصدرت تصريحات بعض المشاهير حديث منصات التواصل الاجتماعي، الفترة الماضية، بعضه كان خارجًا عن المألوف، وأخرى وصفها متابعون بـ”المستفزة”.
نوعت تلك التصريحات بين أزمات شخصية لعدد من الشخصيات العامة، أو حديث عن مشاجرات بين مجموعة من الفنانين، أما التصريحات الأشهر والأكثر إثارة للجدل فكانت المتعلقة بالحديث عن العلاقات بين الرجل والمرأة، فلماذا انتشرت هذه الثقافة، وهل تنتهي قريبًا؟
سبب انتشار “التريند” في المجتمعات العربية، هو الانهيار الثقافي، الذي شارك في حدوثه الإعلام بصفة رئيسة.
الضيف “يطلق تصريحات الغريبة على نحو متعمد عبر البرامج التلفزيونية أو الإذاعية، أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ثم تنقلها الصحافة، وتجعل منه “تريند”.
حقبة الستينات والسبعينات، كانت فترة وعي وثقافة، تكتنف على تقديم محتوى جيد للقراء.
والحرص على الظهور الإعلامي المستنير، والتحدث عن العلم والثقافة، والدعوة إلى زيادة الوعي العام التي لم تعد تعد موجودة.
بعض الشخصيات تتعمد الإدلاء بتصريحات معينة لتصدر التريند، وهي الشخصية السيكوباتية، التي تعي تمامًا ما تفعل، وتعلم أنها ستحصل على مصلحة ما، وكذلك الشخصية الهيستيرية التي تحب لفت الانتباه، مشيرًا إلى أن “السيكوباتية تغلب على مجتمعنا”.
أضاف أن البعض يعي تمامًا كيف يصنع “التريند”، ما الذي يحرك الإعلام نحو أخبار معينة، ذلك هو الذكاء، أحد المطربين الذي علم أن الناس تضحك على أفعال معينة، فبات يكررها دائمًا أمام الشاشات لتكتب عنها الصحافة، ويتشارك مقاطعه الجمهور.
دور الإعلام في «التريند»
المجتمع أصبح فاسد ثقافيًا إّذ أن تركيز الإعلام على تناول حوادث القتل والطلاق وغيرها من المشكلات المجتمعية، يساهم في نشرها على أرض الواقع، كما أن توسع تلك الظاهرة قد يهدد الأمن القومي، بسبب حالة الانقسام المجتمعي التي تغذيها.
أن الحل في أزمة التريند هو الإعلام وليس الجمهور، لأن الجمهور يميل إلى الأخبار الترفيهية، ضاربًا مثالًا بقصة رواها المونولجيست شكوكو، عندما راهن رئيس تحرير جريدة مصرية كبرى أنهما إذا نزلا إلى الشارع معًا لن يعرفه أحد، في حين سيجتمع الناس حول شكوكو.
يجب الانتباه لما يعرض عبر شاشة التلفاز، وحظر التصريحات الجنسية على الملأ، ثم اقتطاع الصحافة للحديث ونشر ما يلعب على مشاعر الجمهور، لأن هذا يفسد من المجتمع، الأمر الذي يتطلبنشر الوعي الثقافي، والبحث عن مادة إعلامية تساعد في إصلاح المجتمع
ثمة حاجة ملحة الى خطوات جادة تستهدف الإصلاح الثقافي، والقضاء على ظاهرة “التريند”، أن الصحافة والإعلام إذا ابتعدا عن “التريندات” المزيفة خلال تلك المدة، قد نشهد فارقًا كبيرًا بين الجمهور أخلاقيًّا ومجتمعيًّا.
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha