كوثر العزاوي ||
أمضَت ليلها بين تسابيح ودموع، غفت على ترانيم الإخلاص وآيات سورة "مريم"
هزّها خاطر كَبَوْحِ القديسة مريم وهي تقول: {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنسِيًّا}
يالَهُ من بوحٍ هامس لايسمعه سوى الربّ الرؤوف حينما يغمر الهمّ والحزن ذلك الوجود الطاهر!!
نامت على أمل الإستيقاظ قبل طلوع الفجر كعادتها بعد أن كتبت بأصبعها على صفحة قلبها، "إلهي، صَدَأُ هذا القَلب لا يُجليهِ غير
كِيمياء وِصالِك، وكلّ من أقترنَ بشمسِ ذِكرِكَ عَشِقكَ حدّ الاشتعال!!
للهِ هذا الإشتعال ما أقدَسه!!
أطبقَ الكرى جفنيها رغمًا عنها، أفاقت على رنّة رسالةِ إحساس جميل:
أمي تشبه الضوء لاتعرف معنى الإنطفاء.
تنهدت: إدعِ لها فهي تكاد تنطفئ!
ردت لها: هيهات وقلبها يسكنه ماء عين الحياة!!
قالت : إن كان فيه ولو قطرة منه فطوبى له.
طمّنتها بيقين: أُقسم بصاحب الكوثر أنه من كوثرهم!!
انتفضت مسلِّمَة على إمامها وهمست لنفسها: مَن ياترى!! أخالها رسالة عزاء على لسان مخلص..
اللهم إن كان مابي يقربني منك فخذ حتى ترضى،
أما بعد:
إنّ بعض البشر قد تَعلَّم قراءة الإحساس قبل الحروف!
إذ من اليسير قراءة الحروف
أما الإحساس، فقراءته فنّ لايجيده إلّا مَن فَقِهَ عميق الحزن الذي يسكن قلبك، وعلِمَ اليأس الذي أجْهَدَ روحك، وأبصرَ خيبات أملِك، وخبرَ معاناتك وقسوة الحياة معك!!
ثمينة هي الكلمـات التي تُربِّتُ علىٰ كتفك في ساعة العسرة وَلاَ تنتظر الشكر ، وَنادرة هي الروح التي تنشر عطر الإحساس دون أن تطالبك بثمن العطر! فسلامٌ علىٰ مَن يمتلكون براءة اختراع "تطبيب القلوب"
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha