علي عنبر السعدي ||
· سبقونا بعلومهم – وسبقناهم بكراهيتنا .
· صداقة الشجعان للشجعان عبر التاريخ
ماشهده التاريخ ، ان الأبطال يتخذون أصدقائهم من الابطال مثلهم ، فكلكامش أتخذ أنكيدو صديقاً و حليفاً يواجهان معاً الثور الهائج وينتصران عليه ، كما ينتصران على الوحش خمبابا .
وعند العرب يتخذ عنترة ابن شداد من ربيعة ابن المكدم وعروة ابن الورد أقرب الأصدقاء، اما الامام علي ،فمالك الاشتر والمقداد الكندي وكلاهما فارسان شجاعان.
وفي أوربا ، يلجأ البطل الاسطوري أرثر، الى فرسان الطاولة المستديرة (*) ،أما أقرب أصدقاء روبن هود ،فهو جون الصغير والراهب .
يلاحظ في تلك الأمثلة ، ان الفرسان يصادقون الفرسان ، ليخوضوا معاركهم معاَ وينتصرون معا ، وفي كل الأمثلة أعلاه ، ان هؤلاء لم يخسروا أية معركة.
في العصر الراهن. هناك قوة هائلة الجبروت تحكّمت في مصائر الشعوب ونهب ثرواتها ، ولم تجد الكثير من يقف بوجهها ،فهي تملي أوامرها وعلى الاخرين التنفيذ، لكن هناك من رفض الخضوع ، دفاعاً عن حريته ، بل والوقوف الى جانب شعوب تؤمن بالحرية ، ومن أمثلته: -
1- اليمنيون: شعب فقيرَ ومحاصر براً و بحراً وجواً، من قبل آلة عسكرية صرفت عليها مليارات الدولارات ، ومن دولة فاحشة الثراء ، مدعومة من دول كبرى .
جيشت تلك الدول ، مئات الآلاف من العملاء المحليين والمرتزقة الخارجيين ،واشترت أصوات آلاف الكتّاب والاعلاميين لترويج خطابها ، فأشاعت انها تستطيع دخول صنعاء بأسابيع قليلة وتجريد اليمنيين من سلاحهم واعادتهم الى بيت الطاعة ، وقد خلقت حولها جوا صاخباً ، لكن النتيجة وبعد سنوات ان المراهنين عليها تمزقوا ، وهي لم تستطع حماية أرضها ، وهكذا اثبت اليمنيون انهم شجعان تحالفوا مع شجعان.
2- حركة حماس. محاصرة في شريط ضيق من الارض مكتظ بالسكان (غزة) ،وكانوا تحت احتلال إسرائيل المباشر ، لكنها وبمساعدة وحيدة ومن دولة وحيدة قالت لا ، فحررت غزة ، ثم أقامت توازناً للرعب جعل إسرائيل تتجنب اثارتها او قصف مناطقها ، كي لا تتعرض مدنها الى صواريخ حماس ( ايرانية الصنع ) وهكذا أثبتت مرة أخرى ان الشجعان يحالفون الشجعان.
3- حز ب الله/ - إسرائيل بآلتها العسكرية التي هزمت الجيوش العربية في 6 ايام ، احتلت جنوب لبنان واقامت فيه كياناً من تابعاً لها، لكن ظهور شجعان قالوا لا لهذا الاحتلال ولا للمرتبطين باسرائيل ، وايضا بمساعدة الدولة ذاتها التي دعمت اليمنيين والفلسطينيين ، اجبروا إسرائيل على الانسحاب وطردوا المتعاونين معها ، فعادوا يطلبون التوبة، و مرة اخرى يظهر انتصار الشجعان بتحالفهم مع الشجعان.
4 : الحشد في العراق. بعد سلسلة من العمليات الارهابية التي ضربت المدن العراقية ، تلقت منظمات الارهاب ، دعماً كبيراً سياسياً و لوجستيا واعلاميا وفتاوى تكفيرية من دول هي ذاتها التي لم تستطع هزيمة اليمنيين .
توّج ذلك الدعم بظهور داعش التي استولت على مدن عراقية، فشردت اهلها وسبت نسائها ودمرت بنيتها، وتسبب ذلك في انهيار القوات العراقية النظامية ووصول داعش إلى تخوم بغداد.
تعالت الأصوات الاعلامية المدعومة من دول التكفير، بأن العراق انتهى ، فشمت الشامتون وفرح الحاقدون ، لكن العراقيين الشجعان نهضوا بالآلاف وخاضوا معارك شرسة ضد داعش ، ولم يجدوا من يقف معهم ويساندهم سوى تلك الدولة الشجاعة ذاتها ، فأوقفوا زحف الارهاب و كسروه في اكثر من موقع ، الى ان تمكنت القوات العراقية النظامية من اعادت تشكيلاتها وزجها في المعارك تباعاً فكان النصر ، ومرة اخرى يثبت التاريخ ان الشجاع ينتصر بالشجاع.
أما المنكسرون والمنهزمون ، فيبحثون عن معادل نفسي للهزائهم والانكسارات، لذا يحاولون تعويضها بترويج أوصافهم ، على الشجعان المنتصرين ، وفبركة الأكاذيب ضدهم .
(*) قيل ان الملك آرثر سأل أحد الحكماء ،عن صفات القائد الناجح ،فقال : من يرى في من حوله نظراء له ، فيشعر بالفخر لا بالخطر ، لذا جمع من اشتهر بشجاعته ،وجلسوا حول مائدة مستديرة ،أي كلهم اصدقاء نظراء .
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha