حازم أحمد فضالة ||
· تعريف العملية
هي إطار ناظم عام أميركي أو تفاهُم، لتحديد مِساحة حقوق لبنان من النفط والغاز في البحر المتوسط، من خط (23) إلى (29) يشمل حقل قانا وكاريش، منعًا للإسرائيلي أن ينهبها… وهي ليست ترسيمًا للحدود، ولا تثبيت حدود جديدة؛ فنقطة ترسيم الحدود لا تُرسَم من البحر، بل من البرّ؛ نقطة (رأس الناقورة) ونقطة (B1)، إن كانت هناك حاجة لذلك، لكن الحدود البرية ثابتة.
الإطار العام أو التفاهم هذا، يختلف عن اتفاقية (17-أيار-1983) التي اعترفت بإسرائيل دولة، وكذلك يختلف عن (اتفاقية الهدنة 1949)، كذلك فإنَّ الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، مرسّمة نهائية من عام (1923)؛ على وفق الاتفاقية (بوليه نيوكمب- Paulet–Newcombe Agreement).
· كيف حدثت عملية الإطار العام والتفاهم
1- الأميركي أرسل بوثيقة خاصة إلى حكومة لبنان وحدها، محددة بها مساحة الثروات اللبنانية البحرية على وفق الخطوط البحرية، تطَّلع لبنان عليها وتوافق أو تعدل، ومِن ثَمَّ توقِّعها، وتعيدها إلى الأميركي.
2- يفعل الأميركي الأمرَ نفسه مع إسرائيل، وبعدها الأمم المتحدة تطَّلع على (الوثيقتين المنفصلتين)؛ تجاوب لبنان بوثيقة صادرة عن الأمم المتحدة (خاصة بلبنان وحده)، وتجاوب إسرائيل بوثيقة مثلها، لكنها ليست ملزمة في القانون الدولي، ولا قرار بها للجمعية العامة للأمم المتحدة، أو مجلس الأمن الدولي.
3- لا يوجد جمع بين لبنان وإسرائيل (غير الشرعية) في وثيقة واحدة.
4- لا وجود لسلطة (القانون الدولي) على هذا الاتفاق أو التفاهم، فالضامن والمسؤول هو (الطرف الثالث - أميركا)، وليس لأميركا صفة الحكم أو المحكِّم، فلا توجد مناسبة لحملات التضليل الإعلامي البائسة بأنَّ لبنان تعترف بإسرائيل، فهذه حملات أطلقها الأغبياء الذين لا يقرأون!
5- الموضوع ليس أكثر من (تفاهم بضمان أميركي)، أن تستفيد لبنان من ثرواتها في البحر المتوسط، ولا يُسمَح لإسرائيل أن تنهبها وإلا ستسحقها المقاومة؛ (وهذا هو الذي يردع أميركا من الإخلال بشروط التفاهم).
6- حقلا كاريش وقانا، من الحقول (المُجْزية)، أي بها ثروات كثيرة جدًا، وقيمتهما تلامس (1) تريليون دولار.
· تفاصيل الوثائق والتمييز بينها: فريدريك هوف، هوكشتاين
1- وثيقة فريدريك هوف (2012)
تقول إنَّ للبنان (55%) من المساحة الفاصلة بين الخط (1) والخط (23)، أي: خسارة كبيرة لثروات النفط والغاز يتحملها لبنان!
2- وثيقة هوكشتاين (2022)
تقول إنَّ المساحة الكاملة للبنان من الخط (23)، وزيادة عليها (حقل قانا) وهو حقل يمتد إلى جنوب الخط (23) نحو شمال فلسطين؛ أي: جزء من المساحة الفاصلة بين الخطين: (23، 29). هنا لبنان أخذ أكثر مما كان على عهد فريدريك هوف أضعافًا.
3- خط (هوف 2012) كان قد قرر أنَّ حقلَي (قانا، كاريش) لإسرائيل حصرًا، لكنه اليوم خسر هذه الهيمنة الاستعمارية.
4- خط الطفَّافات، هو خط بحري وهمي (غير شرعي)، وضعه الإسرائيليون سنة (2000)، وهذا الخط لم يعترف به لبنان اليوم، إرادت إسرائيل أن تقحمه في المعادلة، لكن لبنان رفض ذلك.
5- كانت أميركا تروِّج للبنانيين شعار (قوة لبنان في ضَعفه)! أي: من مصلحة لبنان أن يظل ضعيفًا!
ثم روَّجَ ساسة أميركا شعار: (إنَّ لبنان مخيَّر بين الفقر المؤكد، والازدهار المؤتمن)، أي: إذا لبنان اتبعوا حزب الله وكلام السيد حسن نصر الله؛ فإنهم نحو فقر مؤكد، أما إذا لم يتبعوا ذلك فإنهم نحو ازدهار يصنعه لهم الأميركي!
6- الذي حدث اليوم بعد اتفاق الإطار الناظم العام، هو ظهور شعار أميركي جديد مغاير لما سبقه من شعارات ونظريات، وهو: (الازدهار يُنشِئ الاستقرار)!
أي: خذ أيها الشعب اللبناني ثرواتك النفطية وغيرها في البحر!
7- إنَّ موقف المقاومة في لبنان، حزب الله بقيادة السيد حسن نصر الله، هو الذي أجبر الأميركي على شطب معادلة الفقر، والتهديد بالإذلال، ومعادلة قوة لبنان في ضعفه… واعترف الأميركي بوجوب أن يتمتع الشعب اللبناني بحقه في ثرواته، وهذا هزيمة مذلة يتجرعها الأميركي إزاء حزب الله.
8- العملية هذه بحقيقتها هي (عملية تحرير ثروات لبنان من الاحتلال الإسرائيلي)، وكسر للحصار الأميركي، وهزيمة للعقوبات الغربية، وهو فتح جديد؛ إذ سترتفع الأصوات لتحرير مزارع شبعا اللبنانية، والجولان السوري المحتل، وحقول الغاز الفلسطينية، التي تحتلها إسرائيل في البرِّ والبحر
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha