أحمد رضا المؤمن ||
تناقلت وسائل الإعلام خبراً مثيراً وملفتاً للإنتباه حول نجاح ولادة طفل في بريطانيا من نطفة مجمدة منذ ٢٦ عاماً (١٩٩٦) تمت زراعته في رحم إمرأة ليولد بعد كل هذه السنين !
وبعيداً عن الموقف الشرعي من هذه التجربة وطريقة الإنجاب فيما إذا كانت حلالاً أو حراماً فهو أمر أشبعه الفقهاء بحثاً وإفتاءً
إلا أن ما يهمني هو إلفات النظر للفوضى في الأنساب التي ستحدث مستقبلاً بعد تكرار مثل هذه التجارب
تخيل معي أن نطفة مجمدة منذ ٢٦ عاماً تزرع بعد كل هذه المدة في رحم إمرأة لينمو في أحشاءها بشراً سويا !!!
التقنيات الطبية التي نجحت بتجميد نطفة لمدة ٢٦ عاماً مؤكد أنها ستتطور وتتمكن لاحقاً من تجميد نطفة أخرى لمدة ١٠٠ عام أو حتى أكثر !!!
علماً أن تقنية تجميد النطف تم تطبيقها في بلادنا الإسلامية وتحديداً في فلسطين المحتلة عندما قام عدة سجناء فلسطينيين بتهريب نطفهم من سجون الاحتلال الصهيوني بواسطة ثقات وشهود من أهل الزوج والزوجة ليتم زرعها لاحقاً في أرحام زوجاتهم خارج السجن لينجبن طفلاً سويا
تخيلوا معي فقط أن يقوم أحد ما بتجميد نطفته ويتبرع بها للإستفادة منها بعد ١٠٠ عام (قرن) بالوقت الذي هو (المتبرع) لديه أبناء آخرين وهؤلاء الأبناء يصبح لديهم أحفاد وربما أبناء أحفاد ، وإذا بهم يتفاجئون بعد قرن بولادة أخ لجدهم .. تخيل !!!
هذا الموضوع يحتاج إلى نقاش علمي وشرعي وأخلاقي ليس فقط من قبل الفقهاء بل حتى من علماء النسب الذين سيواجهون نمط جديد من الأنساب المضطربة التي يصطلح عليها بتسمية السلسلة (القعدد) التي تكون قصيرة بالمقارنة مع السلاسل القريبة لها نسباً بسبب الزواج والإنجاب المتأخر فما بالك عندما سيكون التأخر بالولادة أكثر من قرن بسبب تطور التقنيات الطبية أكثر فأكثر .
الموضوع له أبعاد كثيرة وكبيرة وخطيرة خصوصاً اذا طالت مدة التجميد .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha