عمر الناصر ||
لابد لنا اليوم من وضع النقاط على الحروف من اجل تقييم جدية المرحلة الحالية،وان ننظر بواقعية تامة لمسألة تفويض الاطار التنسيقي للسيد محمد السوداني في موضوع اختيار المرشحين بشكل مستقل دون تدخلات من الاحزاب او تأثيرات سياسية ، لان ذلك سيساهم بشكل كبير في ارجاع الثقة المفقودة بين الشارع العراقي والطبقة السياسية التي فشلت بتحقيق منجزات خدمية تنعش الاقتصاد والخدمات والاعمار، اذا ماكان هنالك تطبيقاً فعلياً لذلك وليس للتنظير او الاستهلاك الاعلامي.
هذه المرحلة بالتحديد ربما هي بداية الضمور السياسي للحرس القديم او الرعيل الاول ، بعد الزيادة الواضحة والملحوظة في نسبة اتساع حجم الثقوب السوداء للعملية السياسية ، وللاسف اقول لازالت القيود الفكرية تسيطر على اغلب عقول منظري الفكر السياسي التقليدي ،التي لاتريد القبول بتقييم الاداء العام لهم وفقاً لما يراه ويتطابق معه العقل والمنطق ، وقواعد معايير السلوك المهني ومعايير منظومة الاخلاق السياسية ، ومازال الكثير منهم لايريد اخذ جرعة من الحداثة او التفكير خارج الصندوق ، و لم يستطع التركيز على اذا ما نجح بتكسير قيود الضغوطات المحاصصاتية ،لكي نقول
اولاً بأنها حكومة الارادة السياسية او الانفراج السياسي قبل ان تكون حكومة خدمية وطنية، كبداية لابعاد شبح انتهاك التعدي على المال العام وعدم زج الجمهور في شرنقة النفاق السياسي .
خسارة السوداني لاسمح الله لن يلحق الضرر على نفسه فحسب ، وانما سيجر ذات على رموز وشخصيات اخرى في العراق ، كما حدث للمستقلين عندما تراجع مؤيديهم، واعتقد بأن الحذر ينبغي ان يفكر به على وان يقدم استقالته في الوقت المناسب وفقا للمنهج الاخلاقي والانساني وفقاً لمبدأ التداول السلمي للسلطة ، لكي يحصد ثقة الناس ويسجل اسمه في صفحات الإنجازات التاريخية ، لان الحذر من الوقوع داخل الثقوب السوداء للعلبة السياسية ، ربما يعني ذلك هو انتهاء للحلم الاخير الذي يتفاءل به العراقيين ، خصوصاً بأن اشاراتها تلوّح بأنها ربما حكومة الفرصة الاخيرة last chance, وفي المحصلة النهائية فأن نجاحه هو مكسب يجيّر للاطار التنسيقي وللشعب، وفشلة سيجر على العملية السياسية ويلات اضافية يزيد من الانقسام والتشظي والانهيار .
انتهى ..
خارج النص/ انتقاءه للحاشية بحذر وحرفية وتحقيق اول عشرة نقاط من البرنامج الحكومي هو الرقم السري للنجاح .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha