رسول حسن نجم ||
النظام البرلماني في كل دول العالم مبني على أساس أحزاب سياسية ، سواءاً كانت هذه الاحزاب ذات طبيعة اسلامية أو غيرها ، ولايمكن لبلد برلماني ان ينهض بمختلف المستويات اذا لم يكن أبنائه على اختلاف مشاربهم واعين لحيثيات هذه الاحزاب كلٌّ في وقته ، فمن حيث الزمن هناك احزاب لها تاريخها في النضال واحزاب حديثة الولادة واحزاب أفل نجمها وأخرى وُلدت او ستولد بالأصالة او الانشقاق من حزب آخر .
المهم في الموضوع ان تُجمِع هذه الاحزاب بشتى صنوفها على نقطتين أساسيتين وهما الهوية الوطنية وقبول الرأي والرأي الآخر ، فكل هذه الاحزاب مع جماهيرها يعيشون على نفس الأرض ويشتركون بنفس الحياة على هذه الأرض ، وهم بتماس مباشر مع بعضهم البعض على مدار الساعة في البيت والشارع والسوق ومكان العمل الخ ، اذا كان الامر والحال هذه ، فهل ياترى سيستطيعون العيش بسلام فيما بينهم ناهيك عن التقدم والإزدهار اذا حولوا هذه الأرض والحياة المشتركة الى ساحة مشحونة بالصراعات النفسية والتشنجات الشخصية والمذهبية والعشائرية فضلاً عن المواجهات المسلحة! إنها لَعمري أدنى مستويات الانسانية إن لم تصل إلى أدنى من ذلك ، ليس بحق أنفسهم فحسب بل بحق وطنهم وشعبهم .
نأمل من جميع العراقيين على ترك الأفعال والأقوال التي لاتتناسب وحجمهم الحضاري المتوغل في عمق التاريخ لآلاف السنين ، كما ونأمل من لجان المناهج التعليمية والكوادر التربوية في وزارتَي التربية والتعليم العالي على ان لايقتصروا ب(قواعد الطلبات المهذبة) على اللغة الانكليزية ! بل نحن بحاجة ماسة الى ان يجعلوا منها ورشة عمل يومية دؤوبة ، لبناء جيل يؤمن بوطنه وثوابته الأخلاقية ، بعيدا عن لغة التسقيط والتخوين للآخر والتنابز بالالقاب والسُباب والشتائم والكلام البذيء والخليع وكسر حاجز الحياء والعفة ، الذي ملأ مواقع التواصل الاجتماعي ، ليتحول تدريجيا الى الشارع كما هو مخطط له بالحرب الناعمة الشرسة التي شنها علينا الأعداء من كل حدب وصوب ، وللأسف أصبح لدينا جيل هم ادوات لهذه الحرب وهم لا يشعرون .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha