سلمى الزيدي ||
حين تختارهم قلوبنا ندرك تماما أننا عثرنا اخيرا على ضالتنا المنشودة... ندرك أن الوقت قد حان لنريح ركاب أرواحنا في أفياء عيونهَم... هذه العيون التي ستشكل من هذه اللحظة خارطتنا وحدودنا....هويتنا وأرضنا التي تعني لنا الوطن والعنوان...
هنا فقط ندرك أننا كبلنا أرواحنا بأصفاد محبتهم بملء إرادتنا ليكونوا لنا السجن والسجان.. ونعلم أننا في بحر حبهم يشكلون لنا السفينة والربان...
فترانا بحضورهم تغيب عنا الدنيا بكل تفاصيلها... وبغيابهم لا تعنينا تلك الوجوه التي تعبر ممراتنا ولا تلك الملامح التي تتسمر أمام أنظارنا وكأنهم عالمنا الذي ولدنا فيه ولا نعرف غيره ... العالم الذي يحتلون فيه ذاكرتنا ويستوطنون فيه قلوبنا ونحن فقط من خلقنا لنراه بالنسبة لنا منظومة الحياة..
نتأملهم فتنتابنا فرحة تشبه إلى حد ما فرحة أم تضم لصدرها أول جنين... وحين نكتب عنهم نتخيل أننا نكتبهم بقلم هارب من عتمة الليل يرى الشمس بعد انتظار سنين ....
جديرون هم بأن يعتلوا في حياتنا عرش القلوب....
جديرون بأن تليق بهم كل التفاصيل السعيدة التي لا يمكن ان يعبرها الحزن أو تعتريها الخطوب...
هم فقط من يستحقون أن ننأى بهم بعيدا عن أعين البشر وأن تضيع من ذاكرة خطانا معهم كل معالم الدروب.....
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha