مهند حسين ||
ونحن نمر بالذكرى السنوية للفقيد العلامة المرحوم السيد محمود الهاشمي الشاهرودي قدس سره، لابد لنا أن نعرج على سيرته الجهادية العطرة، فالسيد محمود الهاشمي ولد عام 1948 في النجف الأشرف من عائلة دينية حيث كان والده السيد علي الهاشمي الشاهرودي رجل دين ومن تلامذة السيد أبو القاسم الخوئي وكان جدّه علي أكبر الهاشمي الشاهرودي، أما والدته فكانت بنت آية الله علي مدد الموسوي القائيني، درس الابتدائية والثانوية في المدرسة العلوية في مدينة النجف الأشرف، وكان إلى جانب ذلك يتلقّى دروس العلوم الدينية عند الشيخ هادي السيستاني، التحق في الحوزة العلمية في بداية شبابه، فعارضه الكثيرون لفعل ذلك باستثناء جده السيد علي أكبر الشاهرودي، وهو قام بتشجيعه لدراسة العلوم الدينية؛ فدخل حوزة النجف وكان عمره ست عشرة سنة، أنهى مرحلتي المقدمات والسطوح في سنين قلائل، ثم درس البحث الخارج، وتتلمذ على يد ثلة من كبار العلماء في عصره ومن أبرزهم السيد محمد باقر الصدر والإمام الخميني والسيد أبو القاسم الخوئي وقد أمضـى سنين كثيرة لأخذ دروس خارج الفقه والأصول، حتی نال درجة الاجتهاد من قبل أستاذه السيد محمد باقر الصدر وكان عمره آنذاك يناهز الثلاثين عاماً.
اعتقل محمود الهاشمي من قبل النظام الدكتاتوري البعثي آنذاك، لأرتباطه الوثيق بالحركة الإسلامية المرتبطة بالسيد محمد باقر الصدر، فلاقى التعذيب الجسدي والنفسي في امن النجف، وبعد إطلاق سراحه منع من السفر وممارسة أي نشاط ديني وثقافي داخل العراق.
في عام 1979، وبعد سقوط نظام الشاه أثر قيام الثورة الإسلامية في إيران ازدادت نشاطات الحركات الإسلامية المعارضة للنظام الدكتاتوري في الكثير من المدن العراقية بالقيام بتظاهرات ضد النظام العفلقي، وكان السيد الهاشمي من المحرّكين والمؤيدين على التظاهرات، فصدر قرار بإلقاء القبض عليه مرة أخرى من امن النجف، فاضطر إلى السفر خارج العراق، بإيعاز من السيد محمد باقر الصدر، فسافر إلى الكويت ومن ثم إلى إيران وانضم إلى الحوزة العلمية في مدينة قم, وبدأ بتدريس البحث الخارج في الفقه والأصول، وهو يعتبر أعلى مستوى في درس الحوزة العلمية, ومن المواد التي قام بتدريسها هي حقوق الجزاء في الإسلام، والبيع والمضاربة والمشاركة والمساقاة والمزارعة والصوم، كانت له مؤلفات عديدة ، أبرزها مصدر التشريع ونظام الحكم في الإسلام الصوم تربية وهداية، الحكومة الإسلامية، نظرة جديد في ولاية الفقيه.
توفى محمود الهاشمي الشاهرودي في عام 2018 في مستشفی خاتم الأنبیاء في طهران، تاركاً خلفه سيرة جهادية وعلمية عطرة لازلنا ننهل منها حتى الآن.
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha