كوثر العزاوي ||
في خضم الفوضى وصخب الأحداث وتداعيات السياسة وصلابة عقول أهلها وجفاف أرواحهم، نحتاج لنقف على ضفافٍ السكينة وقتًا، لننعمَ بشيء من نقيّ الهواء، لنتنفّس الصعداء فقد أتعبنا عالَم القسوة وغلّف خواطرنا الشتات حدّ الانكسار!
وفي داخل كلًّ منّا همسات عميقة لا نستطيع البوح بها، هي من ساكنات الهواجس المختبئة خلف وشاح شفيف يسمى"الروح" شقشقات كثيرة مؤلمة نودعها عمدًا في حنايا قلوبنا، حبًا برفيق أنيس اسمه "الصبر" ووفاءًا لأليفٍ اسمه "الأمل" نكابر في تعبيرنا عن تلك المواجع، نقسوا على ما بداخلنا من أجل وهْمٍ يسمى "الكبرياء" نتظلّلُ به لنحيا برونق الحياة" "قل من حرّم زينة الله.." قل هي للذين آمنوا.."
نحن نصمت كثيرا ولكن، حرقة الكلام تلسع ألسنتنا بعد إلحاح نار الوجد الممتلئ بكلام لا تَعيه جُلّ العقول ، ترانا نحزن وحدنا كي لانكون سببًا في غمٍ لخلّ، نأوي إلى زاوية بعيدة عن كل شئ كي نحيا كما نشعر بعيدًا عن سفاهات من لا يفهمنا ولايفقهُ ما نحن فيه، وهناك حيث الواحة الخضراء في محضر القدس المعلّى،
"أيقنتُ أن أعظمَ شعور يجتاح القلب عند تفاقم الوجع "شعور المعيّة" حيث يرسل الله الرسائل خيوطًا من نور على هيئة إلهام يحنو ليدنو! فإذا جثوتُ متمتمًا ، ململمًا بعضي، وجدتُ كلّ الأحداث تُخاطبني، وكل الآيات تَعنيني، تواسيني ، تشير الى السماء تحاكيني، رمقتها بطرفة، قرأتُ في لوح الغيوم (شمسكَ خلفي)" فخَرَّ موسى صَعِقا" هنيهةً وأفاق!! رأى برهان ربّهِ "اللطف" ويالَهُ من لطفٍ صاغهُ الربّ اللطيف!!
"بَقِيَّتُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ.."
٢٠ربيع الثاني١٤٤٤هج
١٦-١١-٢٠٢٢م
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha