نزار الحبيب ||
جامل ولكن لا تبالغ حتى لا يزدريك الناس، جامل ولكن اذكر الحقيقة أو الحقائق دون تزوير، المجاملة لا تعني الكذب، والدجل وخداع الناس والرأي العام، نقدر المجامل والمجاملة التي تنم عن ذوق رفيع، ولكن إذا لازمها الحق والحقيقة، لا أن نقول للفاشل أنت ناجح، والكذاب أنت صادق، و«السربوت» تقي، والحقود نقي، المجاملة لطيفة مع اللطيف، حلو المعشر، الخفيف مخموم القلب، الأبيض النظيف، الخيّر العفيف، محمودة إذا كانت في مكانها، ولكنها وقاحة إذا كانت لمن لا يستحقها، المجاملة الزائدة، تهور وحمق وغباء، وتعاون على الإثم والعدوان، ومعصية لميراث الأمة – القرآن والسنة – وهذا مرض كامن في القلب والعقل، ما أقبح أفراد المجتمع الذين يجاملون بوقاحة، ويمتدحون من لا يستحق المدح والمجاملة، وما أقبح الإعلام الكاذب، والساسة الكذبة، ومثل هذه النوعيات لا ثقة فيها ولا أمل ولا فزعة ولا أمل في الإصلاح والتطوير، المجاملة المفرطة قد تحول صاحبها إلى ظالم مستبد وجبار في الأرض، وتؤدي بالمجتمع إلى الخراب، وخراب ماحق، ساحق، لأنه غياب للحقيقة، وخيانة للقلم، والكلمة والموقف، نعم ربما يكون الصدق وقول الحق أقل ربحية عن المجاملة الكاذبة، في زمن انقلاب الموازين، زمن الميتة والخنازير، والمنخنقة، والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع، ولكن رغم ذلك تظل المجاملة غير المبررة خيانة للشرف والكرامة والأمانة أمانة الكلمة والقول، جامل فضائل الناس ومواقفهم، ولكن لا تجامل حماقاتهم وتسرعهم وشططهم وغوغائيتهم وإجراءاتهم الخطأ، وتستمر مجاملة المسؤول طالما ظل على كرسيه، وفي موقعه، وبمجرد إزاحته يتفرق الجمع ويولون الدبر ! وينفضون من حوله، جامل فالمجاملة تعطي للعلاقات قيمة ولكن كن صادقاً، لا «عياراً» متزلفاً، مداهناً، من أجل مسمى وظيفي، أو درجة، أو مكافأة، لا تكن من أشقى الناس حتى في مجاملاتك، ومن يبني مستقبله على المجاملات، والمراهنات، والطبطبة على الأخطاء والسرقات والتجاوزات، من أجل التقرب للمسؤول، ومصالحه، لا خير فيه، لا تستقيم به مؤسسة، ولا وزارة، ولا إدارة، ولا قسم، ولا مجتمع، ولا أمة، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha