علاء الزغابي ||
الحياة لا تبداء بالولادة بل تبداء بالوعي، ولا تنتهي بالموت بل بانطفاء الروح.
نحن عبارة عن صناديق مغلقة بكل ما نؤمن به لو نظرنا إلى أنفسنا من تلك الزاوية وجمعنا كل اعتقاداتنا المتمسكين بها في هذا الإطار، لذلك لا تتوقف رحلة الوعي عند مرحلة معينه أو سن معين، فكل يوم نكتشف شيئاً جديداً في العمق ويستمر البحث عن الذات وتفكيك أفكار واكتشاف مسارات جديدة، فالتطور من فطرة الإنسان التي خلق عليها، عندما نعود الى ايام الطفولة وما يتردد الى مسامعنا على ان الحياة رحلة !
وعلى اساس هذه الفكرة ترسم السعادة والتي هي واضحة في كل خلية بداخلنا، وعند بلوغ الوعي الحقيقي ستكتشف ان الذي يتوقف عن التعلم وتطوير ذاته والسعي خلف الهدف المرسوم ليس ضمن رحلة الحياة، تبداء رحلة الموت عندما تتوقف عن اكتشاف عظمة الخالق، عندما تتوقف من اكتشاف ذاتك والقدرات اللامتناهية، توقف عن لعب دور الضحية ولا تستلم ابدا لصوت الفشل، لا تصنع مجال للاخرين بالتحكم بك وتغيير سلوكك، الركود في حياتنا والاستمرار في نفس المسار ليس بالشي الذي نفتخر به.
إن الروح تبحث عن التجديد دائماً، لذلك لا تعتقد أن الهدوء الذي يعم حياتك هو وصولك إلى السلام، بينما تبدأ الروح في البحث عن مرحلة جديدة وعن وعي أعلى مما انت عليه من خلال مشاعر الضجر والاختناق من الأفكار والناس من حولك وتود لو أنك تختفي من واقعك وتخرج من تلك الدائرة وهذا ما يسمى بنداء الروح.
يعتقد البعض أن المضي في رحلة الوعي واكتشاف الذات للوصول إلى السلام الداخلي رحلة محفوفة بالورود واللحظات الشاعرية والنسيم العليل. يصابون بالنشوة لمجرد خوضهم هذا المسار ويعتقدون أنهم حصلوا على ما يبغون بمجرد خوضهم الرحلة، لكن ماهكذا تسير الامور.
العمر مجرد شيفرات ارقام تتغير كل سنة، نحن نكبر بمرور التجارب على حياتنا فقط، ينبغي علينا تلبية نداء الروح بالبحث عن الأسباب التي أدت إلى ذلك والاستجابة إلى الرغبة في التطور والتغيير، وحتماً ستجد الطريق إلى ذلك بحسن التصويب لاهدافك .
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha