المقالات

بيت من قماش، أهله عراة..!!


كوثر العزاوي ||   الحرب في اليمن ضحاياها أجيال وامتداد لمأساة، وكلما طال أمدها ازدادت تعقيدًا وأصبحت أكثر صعوبة في إطفاء لهيبها وإنهاء مأساتها التي لامست تداعياتها الكارثية كل بيت بل كل نفس آدمية، وتركت بصماتها على أرواح وأجساد كل الفئات الضعيفة كالنساء والأطفال!! ولستُ بصدد استعراض أسباب الحرب على أهل اليمن والتعريف برؤوس الإجرام ووحوش التحالف الذي تقوده مملكة الدم لبني سعود فذلك لايخفى على متتبّع من ذوي الضمائر، ولكن.. ماذا يعني ونحن نجوب مواقع التواصل الاجتماعي ويمرّ أمام أعيننا مشهدَ أسرة يمنية بيتها من قطع القماش البالية أطفالها عراة، بالكاد قد سترت أمهم الشابة نفسها بثوبٍ خَلِق وقطعة قماش على رأسها حفاظًا على سترها، في وقت لم يظهر شكل ربّ هذه الاسرة في هذا المقطع المأساوي ولاندري لعله قُتل أثناء القصف أو لا، أم أنه خرج يبحث في القمامة عن لقمة يسدّ بها رمق أطفال وزوجة! أي مأساة هذه  ومثلها الآلاف التي نمر عليها ونحن لانملك سوى المواساة بالكلمة!!  الحرب مستمرة منذ أكثر من سبعة أعوام كوحشٍ كاسر ينهش في حاضر اليمن وجيلها وقد دمّر الأرض والإنسان الذي كرّمهُ الله على باقي المخلوقات ليكون سيدًا لها، اطفال اليمن بلا مستقبل، تخيّلوا للحظة ماذا يمكن أن نتوقع من طفل لم يحظَ بفرصة الذهاب إلى المدرسة، وعاش مع أسرته خائفًا أو جائعًا أو يرى أمه تلوذ بجدارِ بيت تعصف به الريح صيفًا وشتاءًا وتخترقه الأتربة  وأبوه يتنقّل من منطقة إلى أخرى بحثًا عن مكانٍ أكثر سترًا أو عن كسرة خبز يتقاسمها مع العائلة!!   من هنا، تأتي ضرورة تأصيل أهمية نصرة المستضعفين، علّنا نطفئ جزءًا من لهيب قلوبنا ونحن نشاهد الإبادة الجماعية في غياب الضمير  الإنساني!  جاء في ثواب الأعمال: عن أُبيّ، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله "عليه السلام" قال:   {مامن مؤمن يعين مؤمنًا مظلومًا إلّا كان أفضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام، وما من مؤمن ينصر أخاه وهو يقدر على نصرته إلّا نصَرَهُ الله في الدنيا والآخرة، وما من مؤمن يَخذلُ أخاه وهو يقدِر على نصرته إلا خذلهُ في الدنيا والآخرة}. بحار الأنوار. لذا علينا نصرة المستضعفين بكلّ الوسائل المتاحة حتى يأتيَ الله بأمرِه وبقيّتهُ في أرضه الذي غيَّبهُ الله لعدم وجود الانصار الذين يُثبتون صِدقَ إخلاصهم لنصرتهِ في كلّ مفصل من مفاصل الحياة، بل في كل بقعة من بقاع الأرض، لانه ناصر المظلومين وأمل المستضعفين ولابدّ من تكثيف تعاوننا معه فيما خصّهُ الله "عزوجل" وهو تكليفنا في زمن التمهيد لظهوره "أرواحنا فداه"
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك