حسام الحاج حسين ||
قررت الرياض في عام 1939 التمهيد لعلاقات سياسية قوية مع بكين. هذا القرار استغرق 6 أعوام قبل توقيع أول معاهدة صداقة بين البلدين في نوفمبر 1946 في جدة .
كان المسار البدائي للعلاقات بين البلدين تسير في خطوات خجولة تتمحور حول التجارة فقط . ولم تكن الصين كما هي اليوم وقد تأثرت العلاقات بين البلدين في ظل تحولات الصين والسعودية السياسية في وتيرة منخفضة وذلك لوجود المظلة الأمريكية المهيمنة على القرار السعودي والصعود الصيني البطيء وتحولت العلاقة التجارية الى الدبلوماسية لأول مرة عام ١٩٩٠ م وكانت نقطة تحول استراتيجي .
ونظراً لكون الصين إحدى أكبر الدول الصناعية المصدِّرة للسلع الاستهلاكية في مقابل السعودية المستورد المهم لمثل هذه السلع وكما أن الصين تحتاج إلى كميات استثنائية من النفط الخام فقد وضع البلدان في اطار العلاقات المتنامية والأندماج المتسارع لتلبية الأحتياجات الأساسية للطرفين . في ظل هذا التبادل المتسارع و بالرغم من قِصر عمر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فإن التعاون التجاري لعب دوراً مهماً في تأسيس العلاقات الشعبية بين السعودية والصين،
وشهدت العلاقات الثنائية ايضا قوة دفع كبيرة خلال السنوات الأخيرة، من خلال رفع مستوى العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة وتأسيس اللجنة المشتركة الصينية السعودية رفيعة المستوى، وذلك من خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى السعودية عام 2016، وزيارة الملك سلمان بن عبد العزيز للصين عام 2017، وزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبكين في عام 2019 ،،!!
وقد تجاوز التبادل والتعاون التجاري، إلى بناء شراكة تتجاوز الاقتصاد ،
وقد شهدت في السنوات الأخيرة العلاقات بين البلدين تطوراً سريعاً بدءاً من المجال الاقتصادي وصولاً إلى المجالين السياسي والعسكري حيث زودت الصين السعودية بمنظومات صاروخية متطورة ومنظومات دفاع جوي ،،!
وتمت صفقات الأسلحة بعيدا عن الرغبات الأمريكية
وقد حذرت ((الاستراتيجية الدفاعية الأميركية )) من أن الصين تعمل على تقويض تحالفات الولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ وغرب آسيا في اشارة الى دول الخليج وعلى رأسها السعودية .
ويأتي التقارب الوثيق بين البلدين في وقت توترت العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة بسبب خلاف حول إمدادات النفط، ووسط مخاوف أميركية من التعاون المتزايد بين دول الخليج والصين .
وتعتقد مراكز الدراسات الأمريكية ان علاقات واشنطن والرياض تمر بمرحلة الجمود
في ظل الأدارة الديمقراطية .
فالسعودية استقبلت (جو بايدن ) على نحو بارد غير معهود في الاحتفاء السعودي بالرؤساء الأميركيين منذ أكثر من خمسة عقود ،،،!
اضافة الى ذلك هناك قلق أميركي فعلي من مشروع الصين "الحزام والطريق"، الذي انتقدته الولايات المتحدة، واعتبرت أن بكين تستخدم "دبلوماسية الديون" لجعل الدول النامية أكثر اعتماداً عليها ومن ضمنها دول مجلس التعاون الخليجي .
وتعتبر حظوظ السعودية هي الأكبر من الاستثمارات ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، ((خلال النصف الأول من العام الحالي، بنحو 5.5 مليارات دولار من أصل 28 ملياراً كما تقول رويترز ))،،!!
مع وصول الزعيم الصيني شي جين بينغ الى الرياض ستعقد القمة الصينية - الخليجية وسيحضر الى جانب قادة الدول الخليجية الست في قمة ثانية زعماء عرب اخرين من بينهم مصر والعراق ،،!!!!
وفي هذا التحول الأستراتيجي المهم في غرب آسيا فانها رسالة قد تهدد الوجود الأمريكي في الظل التنافس المتزايد بين واشنطن وبكين على بسط الهيمنة والنفوذ في اكثر البؤر توترا في العالم .
ـــــ
https://telegram.me/buratha