نعيم الهاشمي الخفاجي ||
المتابع للوضع العراقي خلال ال ٢٠ سنة الماضية يجد الناصرية مدينة تكثر بها مشاكل وتحدث أحداث تخلف أعداد من الضحايا، يتم أيقاف التوترات لكنها تعود مرة ثانية، يفترض بالحكومة في بغداد والحكومة المحلية في الناصرية وشيوخ القبائل والوجهاء والساسة يجتمعون ويجدون حلول نهائية وهي ليست مستحيلة إن وجدت إرادة صادقة إلى إيجاد حلول واقعية، أن ترك الأمور بدون حلول تعني استمرار الأزمات مستعرة، يفترض تكون كلمة فصل لشيوخ ووجهاء الناصرية لابعاد الأذى عن مدينتهم وقطع دابر الصراعات الحزبية والدعم الخارجي لاشعال الصراعات لتنفيذ مشاريع استعمارية واضحة المعالم لكل من يملك بصيرة ومعرفة، مثلنا الاعلى لإمام علي (عليه السلام) ترك لنا أرضية صلبة لعمل قاعدة رصينة للتصدي للاشرار وأصحاب الأجندات، من وصية الإمام علي ع لولديه الحسن والحسين (عليهما السلام) عندما غدرت الأمة به، واصابه أشقى الأولين والآخرين المجرم ابن ملجم، يقول الإمام علي ع لوديه الحسن والحسين ع، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم.
ليعلم ساسة المكون الشيعي العراقي وشيوخ القبائل وأصحاب الكلمة ترك ساحتنا لكل من هب ودب لايجلب لنا سوى الكوارث والقتل، نحن بحاجة لتنظيم الصفوف ومحاسبة كل شخص يعبث في أمن محافظاتنا لخدمة المشاريع الاستعمارية، لانلوم فلول البعث وهابي والدول الاستعمارية عندما يجندون ضعاف النفوس لحرق مدننا اذا كنا نحن عاجزين عن حل مشاكلنا الداخلية والبينية بيننا.
العالم يعرف منذ سنوات عديدة تجدد المظاهرات في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق، من حق الناس الخروج في مظاهرات شعبية، للمطالبة في الحقوق، لكن هناك أطراف خارجية تحول المظاهرات إلى صدامات مسلحة ما بين المتظاهرين والقوات الأمنية، من خلال توجيه المتظاهرين للاحتكاك مع القوات الامنية والتي تخلف الكثير من الضحايا الابرياء، والى متى تبقى الناصرية مدينة مضطربة، ابتلى أهل الناصرية في وجود فندق تربية العجول السمينة المسمى الحوت، تعمل دول خليجية على نشر الفوضى والخراب بالناصرية لتنفيذ مخطط إطلاق سراح الذباحين، مضاف لذلك ساحتنا تشهد صراع دولي تقوده عدة دول عظمى ترفع شعار،محاربة المكون الشيعي بسبب رشاوي دول البداوة الوهابية الذين يكفرون ويشجعون على قتل كل من هو شيعي، من المؤسف بعد سقوط نظام البعث عمد الساسة العراقيين الجدد على تعزيز الطبقة بالمجتمع وهذه الطبقية مضرة للساسة الحاكمين والى جميع أفراد الشعب، عندما تقسم المجتمع إلى فئات وشرائح مستفيدة بالتعويضات والمزايا وتارك غالبية الشعب،بدون توظيف وعمل وينتشر الفقر بلاشك غالبية الفقراء والغير مستفيدين تكون مواقفهم معادية للنظام السياسي وللطبقة السياسية الحاكمة، إن من أسباب استمرار المظاهرات في الناصرية عديدة منها أسباب خلافات حزبية ومنها صراع دولي بأدوات عراقية، هناك أسباب أجتماعية واقتصادية، عندما تجد عشرات آلاف الخريجين عاطلين عن العمل، يكون هؤلاء العاطلين أرض خصبة في الخروج بالمظاهرات التي تحركها جهات مخابراتية واستخباراتية، خلال متابعتي لمظاهرات الناصرية نرى وجود أشخاص يتحدثون للإعلام من فئات متعددة مثل خريجي الجامعات العاطلين والعمال وغيرهم مما يؤدي في بعض الأحيان إلى قطع الطرق وصدامات.
النائب في البرلمان حسن الأسدي أعلن أن نسبة الفقر في المحافظة وصلت 40%، وحسب قوله لموقع قناة خليجية طائفية نتنة قال النائب الأسدي أن نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر في ذي قار بلغت 35%.
في زيارتي الأخيرة للعراق رأيت العجب العجاب في تعامل الأجهزة الامنية ودوار الري في التعامل مع الفلاحين، نسبة ٩٥% من مياه العراق تذهب للخليج، والقوات الامنية تصادر مضخات مياه الفلاحين بحجة بائسة وهي الحصة المائية، اذا مياهك تذهب للخليج ولاتوجد عندك سدود بالقليل اترك الفلاحين يسحبون أكبر كمية من المياه للاستفادة منها، لو يتم السماح للفلاحين مدة عشرة أيام فقط لتشغيل مضخات سحب المياه كافية لزراعة المزروعات وتنتهي الأزمة، لكن مشكلة مسؤوليتنا لايفهم ولايريد أن يفهم كيف يعالج المشاكل ويجد لها حلول.
خلال متابعتي لايكتب في مواقع التواصل الاجتماعي، اقرأ تغريدات لفئات جاهلة وغبيه من ابناء مكوننا بغالبيتهم متحزبين، سفهاء بمعنى الكلمة، وسذج واغبياء لدرجة لاتوصف، من السفاهة والغباء وقلة الآداب وانعدام الإنسانية عندما تهاجم مدينة عراقية جنوبية قدمت تضحيات منذ قدوم القوات الغازية المحتلة بالحرب العالمية الأولى وتصف ابناء هذه المحافظة البطلة انهم أوفياء إلى رأس النظام السابق صدام الجرذ الهالك بسبب وقوع مظاهرات بسبب خلافات حزبية، نعم هناك أيادي خارجية لكن يفترض بمن يكتب وهو محسوب على جهة أخرى أن يحترم بالقليل الناس من أبناء هذه المدينة العريقة الذين هم من معسكره، ابتلينا بكثرة البهائم والببغاوات ومن كلا الجنسين الذين
لايعرفون سوى لغة إطلاق الاتهامات وصناعة الأعداء......الخ.
هذه المدينة العريقة مصنع للأبطال والمناضلين والمجاهدين سواء كانوا من الإسلاميين أو اليساريين.
مانراه العجب العجاب، عندما ترى الإمعة والمغفل والمحرض على الفتنة والصراع الداخلي يدعو إلى اعتقال المحرضين، والقاتل الغبي الذي لا يستطيع ينطق كلمة حق بزمن الإنترنت يبكي على الشهداء، وصديق السراق والفاسدين يدعو لمحاربة الفساد، وسارق القوت يبكي على الفقراء، ويملك
ملايين الدولارات ويطلب من الناس في التواضع والعدل ومساعدة الفقير.
وضعنا يحتاج تعاون بين الجميع وتقديم المصلحة العامة في وقف أي مظهر من مظاهر العنف.
اعتقال بعض قادة التخريب في الأحداث الأخيرة في جنوب العراق بمدينة الناصرية أمر مهم يجب أن يمتد ليشمل كل ممولي أعمال العنف وبث اعترافات المتورطين من خلال التلفزيون الرسمي وعلى رئيس الحكومة مصارحة الشعب والكف عن أسلوب حجب الحقائق عن عامة الناس، طمطمة الأمور خلال العشرين سنة الماضية هي التي أفقدت الثقة بين المواطنين والحكومة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
10/12/2022
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha
