مازن الولائي ||
منذ أن تم شرائي من قبل ذلك الشاب البسيجي وأنا فرحٌ واحافظ على اجزائي من التبعثر، وكل ليلة جمعة اوقد الشموع وارش الرياحين وارتل مع من يقرأ ذلك الدعاء الذي كان يواضب عليه ذلك البسيجي وأحلم بتلك اللحظة التي احتضن كما تحتضن الأم ولدها بحنان، ورغم الوقت الطويل إلا أن كل فترة كنت أشعر به يقفُ على صعيّدي ويثبت أنامله الرقيقة التي لم تقترف مكروها فضلا عن حرام، ويرش من دموعه النقية والطاهرة وهو ينظر إلى تلك القبور التي سبقته ونامت الأرواح الزاكية فيها إلا تلك البقعة التي اشتراها بأموال من حلال مخمسة مزكاة، وذات فجر وبعد صلاة الفجر سمعت صوتا وزمجرة أشخاص يبكون، وينوحون، ويندبون، ويتهيأون لفتح قبر لقادم عزيز قدير، نياحهم أيقظ كل تلك البقاع الجاثية وشُغلها التحميد، والتمجيد، والثناء، فهرعت مستفسرا لأن الحال ما كان حالاً طبيعي! وبدأت معاولهم الرقيقة مع مجلس عزاء عقده العاملون بالحفر تجمعت حولهم الأرواح والقلوب وكأنها تعرف منْ القادم؟ وأخذ يصل إلي التراب المتساقط من ادواتهم ليخبرني حارس المقبرة يا قبر تهيأ وجدد وضوئك والبس اطهر ثيابك! ذلك البسيجي الذي تنتظره سيحلّ بعد منتصف الليل ليرقد بسلام إلى ظهور ولي العصر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، قلت من تقصد؟ قال سليماني مقطعا اربا اربا ومحترق كما خيام الحسين عليه السلام ..
مازن الولائي
ليلة ٢٠٢٣/١/٣م
القصة هي أحد أنواع الفن الذي يؤكد عليه القائد الولي الخامنائي المفدى، لما لها من تأثير وسحر آخاذ على روح وقلب الإنسان وهي أحد وأهم أنواع جهاد التبيين..