مازن الولائي ||
لا يضرهم انقلاب الموازين! ولا يحزنهم أن قائمة المدح والثناء من البشر لم تخط أسمائهم والإنجازات! لأن يقيّنهم بأن هناك سلطة، ورقابة، وعيون تنظر لأعمالهم وتنصفهم تكفيهم في سكب ماء بارد على افئدتهم التي لا تتنازع على حطام ذلك الهذيان المادي! والذي يجمع كل حزب منهم النار لقرصه ولو بكلمة أو حركة يؤشر من خلالها إلى نصرة جبهة الباطل بأي حدث كانت تلك النصرة والمناسبة!؟
يدركون ثمة إله لا يضيع عنده صغير النوايا الخيرة وليس فقط الأفعال ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) غافر ١٩ . يقدّمون كل شيء والمثمنات ومنها أرواحهم ويدركون أن جهة التعاقد لا تضيع أجرهم ( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرى ١١٢ ٠ ذلك التسليم وفّر عليهم مزاحمة أهل الدنيا والركض خلف إخفاء منجزات مثل الدماء التي سالت من أجل العقيدة، والدين، والإسلام الأصيل، فلم يعود استثنائهم من شعارات المدح أو الذم المركز لهم ولو بالايماء والاشارة 《 عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ 》لم يعد يعني لهم شيئا، كل المهم أنهم قدموا الدماء والجهود لشيء طلبه منهم الدين والعقيدة، وما نعمة الأمان التي يوفرها معسكر أهل التقوى إلى بلدانهم التي يغزوها الاستكبار والخونة إلا هو الواجب والتكليف الذي يقدموه دون النظر إلى أيادي أحد غير يد الله الخالق العظيم والمطلع وعلى قاعدة ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) ٢٣ . فلا حدث رياضي أو غيره يعنيهم! ما يعنيهم كيف يرمموا جبهات الدفاع التي كل آن يحاول العدو فتح ثغرة بها!
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha