مازن الولائي ||
استبرق البنت التي بدأت تكبر أكثر من عمرها الحقيقي، وهي ذكية وتحب الإطلاع على أمور كثيرة عبر سؤالها المتكرر لوالدها الذي لا يردها عن أي سؤال مهما كان ذلك السؤال؟! لأنه يعرف أن طريقها الذي تثق به هو أبوها وعالمها الخاص الآمن، ولكن اخوتنا ليس كذلك! فهم يعنفونها ويهيونها على أساس هم رجال وهي امرأة! النظرة التي عادة ما تخلف مشاكل في نفوس البنات وعموم النساء عندما لا تقنن!
وهنا بدأ دور المراهقة لها وبدأت معها مشاكل نفسية كثيرة، المرحلة التي فعلا تحتاج خبير في التربية مع عالم ومحيط وتكنلوجيا تشاركنا عبر النت في إيقاظ ملكاتها وكوامن غرائزها بالشكل الغير أمان إذا اخفقنا في التعامل! فكانت تهان ويستهزأ بها ولا تعطى مجال للتعبير عن ما تشعر به من حاجة إلى البوح ومشاركة العائلة! بل ولا أحد منهم إلا نادرا يشاركها الصداقة ويحاول استيعابها غير الأب الذي أغلب وقته في شؤون لقمة العيش الصعبة! بل أبعد من ذلك إذا رغبت الشراء لبعض الاوقات يتعذرها اخوتها وتبقى تتوسل دون جدوى!
حتى يوما بدأت تشكي الى صديقة معها في المدرسة وصديقتها بدأت تشير لها بامور لا تتمناها العائلة ولا أي أب وأم وحتى الإخوة لكنها غفلة التربية والجهل في التعامل! أخذت تقول أنا اعرف موقع على النت يعطي نصائح وفي بعض الأحيان هم يتبنون قضيتك وإذا اقتنعوا سوف يخلصوك من أهلك وتخرجين إلى دولة في أوروبا وتعيشين أجمل حياة هناك! وبدأت تذكر لها عن بنات هربّن من اهلهن والبعض منهن وصل الى أوروبا فعلا والبعض منهن اختفى مجرد خروجها من البيت! طبعا واستبرق لم يلحظ عليها شيء في البيت بل لأجل هدف صارت تفكر به أصبحت هادئة ودودة رغما عنها! إلا أن الأب والأم يعرفان خلجات أبنتهم ولماذا أضحت شاردة في تفكيرها ولونها مخطوف؟! حتى يوما قرأت امها رسالة أتت من صديقتها التي تكبرها بثلاث سنوات! فيها أن الجماعة يريدون لك مقطع فديو أنت تشكين به سوء معاملة أهلك! فجن جنون المرأة ولم تخبرها بل أخبرت زوجها الحنون على بيته! وفورا استشار شخص يثق به وله دراية كبيرة بمثل هذه الأمور! فقال له هل اخوتها امها انت يتعامل معها بصورة سيئة فقال نعم اخوتها سيئين معها جدا! قال هذا السبب، وأن الضحايا من البنات جدا كثيرة ممن وقعن في شراك هذه المنظمات التي تتاجر بالشابات مرة دعارة ومرة تجارة أعضاء ومرة ملاهي وغير ذلك! لابد من الحذر على بناتنا وعدم التغافل أن التربية لم تعد للأهل فقط! أو ننتظر المصائب والكوارث والفضائح لا سامح الله!
ماذا لو لم تكتشف الام الرسالة؟!
ماذا لو هربت البنت؟!
إلى خارج البلد؟! أو الى الملاهي؟! أو إلى تجارة الأعضاء؟!
أي حرقة قلب وقتها عندما تهرب البنت من وسط بيت مستقر نتيجة الإهمال والتعامل الغبي!؟
أي عشية هنية لبيت يفقد بنته دون العثور عليها لا سامح الله تعالى؟!
لأجل هذا رأت التنبيه ضروري وعدم صم الأسماع عما تعمل به بعض مؤسسات المجتمع المدني لتهلك الحرث والزرع! لأنها حرب مفتوحة ويقول امير المؤمنين عليه السلام من نام لم ينم عنه!
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha