نعيم الهاشمي الخفاجي ||
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
هناك من يقول من فيالق الإعلام البدوي الإرهابي أن الإرهاب الإسلامي أنحسر وظهر إرهاب غربي، وغاية هؤلاء ابعاد شبهة تورط دولهم الوهابية في سفك الدم البشري بكل اسقاع الكرة الارضية، الواقع الحقيقي على الأرض يقول إن موجة الإرهاب في العالم العربي والإسلامي في ازدياد وتمدد، يوميا يسقط عشرات الضحايا في الكثير من البلدان العربية والإسلامية، غزوات المجاميع الإرهابية مستمرة بشكل مستمر من باكستان إلى أفغانستان إلى جمهوريات آسيا الوسطى إلى بعض مناطق العراق وسوريا وسيناء وليبيا ونيجيريا والصومال، ولو توجد مواقع تحصي عدد العمليات الإرهابية التي ينفذها الوهابيون بالعالم لتم إحصاء مئات العمليات الإرهابية التي تقع في دول العالم.
الإرهاب الذي تتبناه مجموعات إسلامية وهابية لا يمكن لهذا الإرهاب أن يقف بدون تجفيف منابع الإرهاب، من خلال حذف فتاوى ابن تيمية وابن عبدالوهاب التكفيرية، بالعراق استطاع العراقيين هزيمة الإرهاب من خلال الشيعة وبعض الفئات السنية الشريفة، فتوى الجهاد الكفائي كانت نقطة أساسية في استئصال المجاميع الوهابية البعثية بالعراق من خلال البنادق والمدفعية وطيران الجيش، لولا قوات الجيش وقوات الحشد لما تم هزيمة القوى الإرهابية الداعشية، لكن المشكلة أن المجاميع الوهابية الإرهابية مدعومة من دول الخليج ماديا ومعنويا واعلاميا، وبما أن العالم ومنطقتنا تشهد صراعات دولية فقد تم دعم عصابات إرهابية وهابية من قوى غربية لتحقيق مكاسب سياسية بطرق قذرة نتنة، لا توجد نوايا حقيقية في دول البداوة الوهابية في محاربة الفكر الوهابي التكفيري من خلال تنقية الفكر الوهابي من فتاوى التكفير والكراهية، بل هناك حملات ورشاوى وهابية ليتم المساواة ما بين العصابات الارهابية الوهابية ومابين القوى العراقية المسلحة التي هزمت المجاميع الارهابية، هذه الحملات للأسف لأسباب سباب مذهبية، لكون الشيعة هم من هزموا المجاميع الإرهابية التكفيرية، عالم تحكمه مصالح وليس قيم وأخلاق.
لازالت السفارات والقنصليات السعودية والقطرية والاماراتية تنشر كتب أبن تيمية وابن عبدالوهاب، غالبية المساجد بالعالم الإسلامي وفي دول أوروبا وأستراليا والامريكيتين تتم برعاية السفارات السعودية من خلال الدعم المالي والمادي، الذي يزور القسم الثقافي في السفارات السعودية يجد مئات الكتب التي تنشر الكراهية في تكفير الشيعة، وتجد آلاف الكتب توزع مجانا لكتب ابن تيمية وابن عبدالوهاب، النظام السعودي على سبيل المثال طبع مائة مليون نسخة وفي مختلف اللغات إلى كتاب الوهابي الباكستاني إحسان إلهي ظهير والذي كتب كتب بعيدة كل البعد عن الحقاىق، اتبع أسلوب حذف حروف جر لقلب معاني لأقوال زعم أنها أقوال إلى علماء الشيعة قالوها، لكن العجب كل العجب، أن القنوات الفضائية الشيعية لم تفكر في عمل حلقات حوارية يتم استضافة علماء سنة شرفاء وعلماء شيعة لمناقشة أكاذيب إحسان إلهي ظهير وتفنيد الأكاذيب لكي يتم حرمان الوهابية من خداع الكثير من الشباب السني البسطاء في اقناعهم أن الشيعة كفرة، هناك تقصير يتحمله الشيعة وخاصة أصحاب القنوات الفضائية بعدم عمل برامج حوارية لمناقشة كل كتب الوهابية التي تكفر الشيعة وأمام شاشات التلفاز لفضح هؤلاء الكذابين، والعمل على توعية وتثقيف الشباب المسلم الشيعي والسني ونشر ثقافة التسامح، والعيش المشترك، انا صاحب تجربة دخلت بحوارات مع العشرات بل المئات من المثقفين السنة وفي مختلف دول العالم، اخذت من وقتي الكثير، لكنها اثمرت في كسب هؤلاء كاصدقاء للشيعة وليس بالضرورة يغيرون مذهبهم السني ليصبحوا شيعة، قضية اعتناق المذاهب قضية شخصية ، القضية الأهم لنكشف الحقائق وليعذر بعضنا البعض الآخر وليعيش الجميع الشيعة والسنة بسلام واحترام.
لازالت روافد نشر الوهابية مستمرة وتعمل بقوة ليومنا هذا،لازالت القنوات الفضائية السعودية الدينية ولا زالت المناهج التربوية والتعليمية تدرس الفكر الوهابي، ولازالت القنوات الفضائية والصحف السعودية السياسية يكتبون مئات المقالات في تشويه سمعة الشيعة والتحريض عليهم، ولا زالت السفارات والقنصليات وجمعيات الإغاثة السعودية تنشر كتب الكراهية والبغضاء بكل أصقاع العالم، لازالت المؤسسات الثقافية السعودية تنشر الفكر الوهابي في داخل العالم العربي والإسلامي وخارجه.
لم يتنفس العالم العربي الصعداء لولا جهاد ونضال شيعة العراق من خلال القوات الامنية والحشد الذين قضوا على الدولة الداعشية بالعراق وسوريا.
الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي الف كتاب بعنوان الإرهاب الغربي، وجعله عنواناً لكتابه الذي طبع ونشر في عدة لغات، جارودي قال على الغرب أن يتنبه لخطر الإرهاب الابيض، وبلا شك جارودي تنبه للفكر الوهابي الذي انتشر بين أوساط الجاليات الإسلامية بالغرب، ولم يبرأ الوهابية من جرائمهم، بل انتقدهم عبر شاشة قناة الجزيرة مرات عديدة، نعم توجد قوى يمينية غربية متطرفة
انتشرت بسبب جرائم التيارات الوهابية في غزوة الحادي عشر من سبتمبر وتفجيرات مدريد وبريطانيا وفرنسا، مضاف لها عمليات الطعن والدهس العديدة التي وقعت ولازالت تقع بالعديد من الدول الاوروبية، لذلك القوى اليمينية المتطرفة بالغرب نفذت عمليات عنصرية ضد بعض ابناء الجاليات الأجنبية المسلمة والغير مسلمة في عدة دول أوروبية طالت حتى مواطنين أوروبيين مثل جريمة استهدفت مواطنين في النرويج، بل القوى اليمينية وصلت إلى أستراليا ونيوزيلندا، لو أجرينا إحصاء لكل العمليات الإرهابية التي نفذتها المجاميع اليمينية الغربية المتطرفة لوجدناها قليلة جدا لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة فقط طيلة عقد من الزمان، البيئة المجتمعية الأوروبية ضد عمليات اضطهاد مواطنين من الاقليات التي تعيش في مجتمعاتهم، انا عشت ما يقارب ثلاثين سنة بالغرب، مجتمعات بغالبيتها تبغض الكراهية وضد ثقافة القتل، وأن وجدت عناصر يمينية وعنصرية فهم مجاميع صغيرة غير مؤثمرة بالمجمتمعات الأوروبية.
يحاول الإعلام الوهابي السعودي يبالغ في كتابات مقالات صحفية بالصحف البدوية للتحذير من اليمين الأوروبي ودائما يروجون لسفاهات تافهة غايتهم القول ليس كل الإرهاب وهابي منبعه منا وإنما يوجد يمين اوروبي متطرف حاول قلب الحكم في المانيا والقول أن جماعة حلابهم ترامب أراد عدم الاعتراف في نتائج الانتخابات الرئاسية التي حرمت ترامب من الرئاسة، وأن انصاره اليمنيين حاولوا قلب النظام في امريكا هههههه شر البلية مايضحك.
لاتوجد اي مقارنة بين إرهاب التيارات الوهابية الاجرامية وبين العمليات القليلة التي نفذها اليمين المتطرف الغربي، أحلى نكتة هذا المستكب الوهابي البدوي المتخلف يقول( ولأن الإرهاب الغربي أشد خطراً وتهديداً للسلم الغربي والعالمي من نظيره الإرهابي في الدول العربية والإسلامية لأن زيادة نفوذه يعني قرب سيطرتهم على الترسانات النووية والأسلحة الفتاكة) هههههه، اقول إلى هذا المستكتب البدوي يبقى الإرهاب وهابي منبعه من دولتكم السعودية، ويبقى ارهابكم موجود لأن هناك قوى غربية ولوبيات تستفيد من إرهاب الوهابية لأنه موجه بالدرجة الاولى لتخريب وتدمير الدول العربية والإسلامية لأسباب دينية ومذهبية.
في الختام القول أن الإرهاب والتشدد لا دين لهما ولا عرق ولا جغرافيا هذه كذبة كبرى، الإرهاب الإسلامي وهابي وهذه حقيقة ساطعة وواضحة، يستهدف ضحاياه لأسباب مذهبية ودينية، امس القوى الوهابية عملت غزوة في الصومال قتلت عشرات المواطنين في تدمير سوق شعبي في مدينة صغيرة بوسط الصومال غالبية أهالي هذه المدينة من الجماعات الصوفية السنية الذين يكفرونهم الوهابية بحجة أنهم أصحاب بدع.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha