المقالات

عقلية بدوية تعتبر التسامح ضعف..!


 نعيم الهاشمي الخفاجي || 

 

هناك فرق بين العقلية البدوية الصحراوية المبنية على القتل والغزو والسبي وبين عقلية التسامح والإخاء والعيش المشترك، التسامح مرتبط بالعامل الإنساني، وجزء مهم من نهج الحياة، التسامح هو افضل الوسائل التي يتصالح بها الأشخاص مع بعضهم البعض الآخر في الحياة، أين ماوجد التسامح وجدت حياة جميلة وهادئة. 

التسامح صفة وعاطفة تنبع  من داخل الإنسان، لذلك التسامح يكون هو الغالب في المجتمعات والبيئات المتعلمة والمثقفة والتي تتقبل الرأي والرأي الآخر، أما البيئة البدوية تعتبر التسامح عامل ضعف وجبن، البدوي لايعرف سوى لغة القوة والخوف، السبب البيئة البدوية مبنية على ثقافة لغة الغاب، تصرفاتهم تشبه تصرفات الحيوانات المتوحشة مع بعضها البعض الآخر.

يقول الشاعر أحمد شوقي، وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا، لذلك ثقافة  التسامح هي ثقافة أخلاقية تنبع من أخلاق الفرد أو أخلاق المجتمع، هناك من يسامح شخص أساء إساءة كبيرة لكن هذا المسامح يقبل التسامح من منطلق أخلاقي وتبقى الإساءة في الذاكرة، لذلك يقول الإمام علي بن أبي طالب ع، إن القلوب إذا تنافر ودها،  مثل الزجاج كسرها لا يجبر.

انا متابع بشكل يومي لكل ما يكتبه الكتاب والصحفيين في دول البداوة الوهابية، قرأت مقال إلى مستكتب بدوي جاهل أحمق، تحدث عن العلاقات السعودية مع إيران ويقول (في عام ٢٠٠٧ وفي سابقة هي الأولى، حضر الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، قمة دول مجلس التعاون الخليجي (28)، التي عُقدت بالدوحة، كضيف شرف بدعوة من قطر. في أثناء القمة كانت هناك صورة لافتة، بل حدث.

وكانت الصورة تجمع بين الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز  رحمه الله ونجاد، والراحل السلطان قابوس بن سعيد  رحمه الله  وهم ممسكون بأيدي بعضهم بعضاً).

يقول وبعد فترة التقينا مع وزير الخارجية السابق سعود فيصل وكانت له تصريحات ضد إيران وسألته عن الصورة التي جمعت نجاد مع عبدالله آل سعود والسلطان قابوس، فكان جواب سعود فيصل، فكان جواب سعود فيصل «هل تريد من الملك عبد الله أن يقول لنجاد،  أبعد يدك عني،  أي إن نجاد هو مَن كان يلتصق بالملك السعودي. ابتسمت  حينها).

اقول لهؤلاء المدلسين، غزو صدام الجرذ للكويت أصاب ملك السعودية الخوف، وبنى علاقات مع إيران في التسعينيات وزار الرئيس الراحل رفسنجاني السعودية، وتبرعت السعودية في بناء بناية للقمة الإسلامية التي عقدت بطهران، لكن السعودية بنفس الوقت واصلت نشر الكتب التي تكفر الشيعة ودعمت طالبان للسيطرة على كابل، العالم رفض أن يعترف في حكومة طالبان، وانفردت السعودية وقطر والإمارات في الاعتراف بحكومة طالبان وتم تبادل السفراء فيما بينهم.

يقول هذا المستكتب، (ولو أحصينا حجم التصريحات الإيرانية التي تدعو السعودية للتفاوض والحوار، وإعادة فتح السفارات، والحرص على أي لقاء، ولو بالدهاليز، مع وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أو التحدث عن اللقاءات التي تمت في العراق سابقاً.

والسؤال هنا، لماذا هذا التهافت الإيراني على السعودية).

عقلية بدوية متخلفة ترفض مبدأ الحوار والتصالح، يعتبرون الحديث عن التصالح عامل ضعف، هؤلاء أدوات للأسف في أيادي القوى الاستعمارية التي تريد نشر الصراعات والقتل والتفخيخ خدمة للمخططات الاستعمارية، لكي يتم سرقة ثروات شعوبنا وخدمة مشاريع تستهدف قتل الشيعة لأسباب مذهبية مستغلين الصراع الصهيوني الفلسطيني، انا شخصيا عندما ارد على هؤلاء، لأنهم يستهدفون كل مواطن مسلم شيعي، وحشر إيران بالشيعة العرب كذبة كبرى، إيران لو تريد نشر الشيعة لقامت بتشيع مواطنيها السنة من البلوش والأكراد، إرهاب الوهابية يوميا يستهدف غالبية شعوب الارض، يوم أمس حدثت عملية ارهابية في فرنسا، بعد البحث، وجدت وسائل خبرية فرنسية تقول إن ‏منفذ عملية طعن ست مواطنين في محطة قطارات في فرنسا مواطن يحمل الجنسية الليبية ينتمي للتيار السلفي التكفيري، تصوروا لو كان هذا الشخص مسلم ليس وهابي كيف يكون رد الإعلام الغربي، لطالبوا بحضر ليس المذهب وإنما في محاكمة زعماء الطائفة، عالم منافق للأسف،  مهما فعلوا هؤلاء البدو المتطرفين يكون مصير خططهم الفشل.

التسامح في الأمم المتحضرة يعود بالنفع على المجتمعات  بشكل عام، وحيث يوجد تسامح يوجد تكاتف وتعاون، وحيث يوجد تسامح يوجد رخاء وأمان.

لذلك تسعى البلدان في الكثير من دول  في ترسيخ ودعم وتثقيف مجتمعاتهم على مبدأ التسامح عبر مؤسسات المجتمع المدني، أو الكنائس،  أو من خلال  المساجد ودور العلم، لكن  إذا كانت مساجد الوهابية تثقف في تكفير الشيعة والمتصوفة الايزيدية والمسيحيين فكيف يكون لدينا تعايش وتسامح وإخاء وأمن واستقرار ورفاهية.

لذلك التسامح صفه ﻻ يملكها اﻻ الشجاع وكلمة الاعتذار مثل قول  أنا آسف أو انا اعتذر  ﻻ يقولها اﻻ كبار العقول أما من يتكابر فمكانه بين البقر واسطبلات الحمير.

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

13/1/2023

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك