نعيم الهاشمي الخفاجي ||
هناك من بعض الأشخاص ناقصي الفكر والأخلاق، يحاول بعضهم الإساءة إلى رسول الله محمد ص، أحد هؤلاء مسلم مغربي امازيقي اعتنق المسيحية لأسباب قومية بسبب الاضطهاد القومي الذي يشعر به بسبب سيطرة العرب على الحكم، يقول هذا الاحمق (أن محمد ص كان يشتري ذمم بعض الناس بالمال لكي يصبحوا مسلمين وسماهم المؤلفة قلوبهم، من بين هؤلاء أبو سفيان والد معاوية الخليفة مؤسس الدولة الأموية، وفي الحقيقة هذه رشوة مقدسة أقل ما يقال عنها أنها المؤلفة جيوبهم).
الرسول محمد ص كان يأتمر بأوامر من الوحي وهو جبرائيل وجبرائيل ينقل الأوامر من الله عز وجل، الرسول محمد ص كان ينقل الآيات القرآنية ويفسرها ويعلم المسلمين في الشريعة، لذلك عندما اختار الله عز وجل أن تكون الإمامة والزعامة إلى ١٢ أمام بحيث تستمر فترة الإمامة عدة قرون، الأئمة عليهم السلام لم ينزل عليهم وحي وإنما واجبهم شرح بيان، الرسالات السماوية نزلت على موسى ع وعيسى ع ومحمد ص، مابعد موسى ع كان هناك انبياء، هؤلاء واجبهم ليس المجيء بالتوراة، لأن التوراة قد نزلت على موسى ع، وإنما واجبهم شرح بيان وتوضيح شريعة موسى عليه السلام، وكذلك الحال مع رسالة الاسلام السمحاء التي نزلت على محمد ص خاتم الرسل، بعد أحداث السقيفة حكم من تولى السلطة أو الخلافة وفق رأيه أو آراء المحيطين به، لذلك كانت تعرض لهم مسائل لايجدون لها حلول لذلك يضطرون الذهاب إلى الأمام علي بن أبي طالب ع في إيجاد حلول للمسالة، بل نفسه عمر بن الخطاب قال لا معظلة وإلا ولها أبو الحسن، رغم الخلاف مابين قادة انقلاب السقيفة والإمام علي ع، وكذلك تكرر الموقف في رجوع خلفاء بني أمية وبني العباس إلى أئمة آل البيت ع في الاحداث، منها سؤال عبدالملك بن مروان للإمام محمد الباقر ع حول كيفية سك نقود، وسؤال المعتصم للإمام الحسن العسكري ع حول فتنة خلق القرآن.
انا انظر للأمور ليس بمنظور إسلامي متادلج وإنما بمنظور يساري، محمد ص عبقري ورسول ومهذب كان ينفذ أوامر الله عز وجل، محمد ص عبقري كان يكرم الضعيف والفقير ويكرم كبار القوم من الصحابة أو من قريش لذلك يضطرون بسبب أخلاقه الفاضلة لكي يتبعونه الى الاسلام ولم يستخدم العنف لانه كان يريد قلوبهم قبل عقولهم، كان بفتح مكة يملك محمد ص جيوش جرارة في استطاعته قطع رأس أبو سفيان ومن لف لفهم، فتح مكة بدون ان يقتل ولا شخص، فاي عبقرية لهذا الرجل العظيم.
ابو سفيان ومعاوية ومن معهم من القوى الباغضة والكارهة إلى رسول الله ص، لذلك الله عز وجل انزل تشريع في إعطاء المؤلفة قلوبهم قسم من الاموال للكف عن شرهم، وكذلك سهم من المال يعطى إلى أصحاب الإيمان الضعيف، عمر بن الخطاب هو الذي أوقف سهم المؤلفة قلوبهم، لذلك الان نشاهد الحملات التبشيرية المسيحية تدفع الاموال إلى الفقراء في افريقيا وغيرها لتنصيرهم، العامل المادي مهم لكسب قلوب الناس لدى البشر.
روى ابن وهب عن مالك قال : كان صفوان بن أمية ، وحكيم بن حزام ، والأقرع بن حابس ، وعيينة بن بدر ، وسهيل بن عمرو ، وأبو سفيان من المؤلفة قلوبهم .
قال الإمام أحمد: حدثنا زكريا بن عدي أنبأنا ابن المبارك, عن يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن صفوان بن أمية قال، أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وإنه لأبغض الناس إلي, فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي، رواه مسلم والترمذي من حديث يونس عن الزهري
لذلك المؤلفة قلوبهم هم من عزوة القوم ولهم مكانتهم الإجتماعية وسيكون لهم تأثير سلبى على الدولة الناشئة إذا لم يتم استمالتهم, كما لا يجب أن نغفل الرموز القرشية فى المشهد الكارهة إلى رسول الله ص بسبب قتلاهم في بدر وأحد، المؤلفة نص إلهى يتماشى مع الفكر السياسى، لذلك أن إرساء قواعد المشروع الإسلامي يحتاج القوة والمال وهذا الان تطبقه الكثير من الدول الكبرى، بل الكنيسة المسيحية تطبق نفس طريقة المؤلفة قلوبهم.
في الكتاب المقدس ورد حديث عن سياسة بولٍص قول بولص، فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ." (1 كو 9: 20)
بولِض الرسول، كان يتبع أساليب منافقة لكسب الناس.
نعتذر من الاخوة المسيحيين اتباع الديانة السماوية، فهم أخوة لنا بالوطن والانسانية وفي رسالتهم الإلهية، هناك من علماء ومفكري الغرب المسيحي من كتب واشاد في محمد ص وعلي والحسن والحسين عليهم السلام بكلمات رائعة، منهم عالم اللاهوت السويسري بوسورث سميث في كتابه محمد والمحمدية قال( محمد نبي حقيقي بمعنى الكلمة، ولا يمكننا بعد، إنكار أن محمداً هو المرشد القائد على طريق النجاة. لقد كان محمد قائدا سياسيا وزعيما دينيا في آن واحد).
رجل منصف قال الحقيقة أن رسول الله محمد ص كان زعيم ديني وأسس أساس دولة اسلامية، لكن هذه الدولة تعرضت للتآمر من طالبي الزعامة، وتم ابعاد القادة الحقيقين الذين أراد الله عز وجل ورسوله أن يكونون قادة الأمة من بعد محمد ص.
المفكر المسيحي البناني جبران خليل جبران قال، الكمال الإنساني بكل معانيه وأبعاده متجلياً في ثلاث من شخصيات العالم هم: نبي الله عيسى (ع )، والنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، والإمام علي (عليه السلام) .
المفكر جبران يعتقد أن الإمام علي ( ع )هو أول عربي بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله) عرف الذات الأحدية، ولم يفارقها في حبه، وإخلاصه، وصدق سريرته، وفي خطبه النورُ الساطع الدليل على ذلك، وفي سلوكه الديني، والاجتماعي، والإنساني أيضاً.
والكاتب جبران يعتقد أن الذين أحبوا علياً ( ع ) قد لبوا دعوة فطرتهم السليمة التي لم تفسدها السياسة، وشهوات الدنيا الآثمة.
الأخوة المسيح كرام ولايمكن لي أن اتطاول عليهم، ردي على شخص مريض نفسيا كان مسلم وترك الإسلام واعتنق دين آخر، كان يفترض يكون مهذب ومؤدب ولايتطاول على نبي الإسلام والانسانية محمد ص، لذلك
المؤلفة قلوبهم، عدة فئات، فمنهم من أراد أن يسلم وكان خائفا أن ينقطع رزقه و ينام في الشارع، يحق له تقديم طلب مساعدة و يحق له ان يعطى من الزكاة، ومنهم مثل ابو سفيان فهو لايؤمن في الله ولا في الإسلام بل ذكرت كتب التاريخ بخلافة ابن عمه عثمان ذهب إلى قبر حمزة وركله برجله
وقد سجل التاريخ ما فعله أبو سفيان في جثمان حمزة يوم أحد: (فوقف علي جثمان حمزة وأخذ يدقُّ فمه بالرمح ويقول: ذُقْ عُقَق، ذُقْ عُقَق). أي ذق ياعاق قومه القرشيين باتباعه النبي صلي الله عليه وآله! (سيرة ابن هشام:3/608 و:4/42، وتاريخ الطبري:2/206).
وفي النهاية لابن الأثير:2/172: (أي ذق طعم مخالفتك لنا وتركك دينك الذي كنت عليه يا عاق قومه، جعل إسلامه عقوقاً). (وغريب الحديث للحربي:1/44، ولسان العرب:10/257، والمستقصي في أمثال العرب للزمخشري:2/84، والعين للخليل:1/64، وفصل الحاكم لمعمر بن عقيل/228، والأغاني:15/194، وجمهرة الأمثال أبي الهلال العسكري:1/124).
أما بعد انتصار النبي صلي الله عليه وآله وإعلان أبي سفيان وهند (دخولهما) في الإسلام وسكناهما في المدينة كالمسلمين، فلم يختلف الأمر في قلبيهما، ولا في قولهما ولا في فعلهما، إلا ما يفرضه عليهما الجو، ويخشيان منه ردة فعل المسلمين.
كتبت التاريخ ذكرت عن أبي سفيان في أواخر خلافة عثمان وكان عمره 93 (أنساب الأشراف/11105) مشهداً خبيثاً من مشاهد التشفي، فقد طلب أن يقودوه إلى قبر حمزة حتى إذا لمسه بيده، ركله برجله وقال: (يا أبا عمارة! إن الأمر الذي اجتلدنا عليه أمس صار في يد غلماننا يتلعَّبون به)(شرح النهج، 4/51)
وفي النزاع والتخاصم لمعمر بن عقيل/227: (ركل قبر حمزة برجله اقتداء بإبليس في ركله جسد آدم عليه السلام، ونري أن أبا سفيان أراد بمخاطبته حمزة بقوله: إن الأمر الذي كنت تقاتلنا عليه بالأمس قد ملكناه اليوم.
من فرض للمؤلفة قلوبهم فهو الذي خلق الناس جميعا فقد علم حاجة أولئك إذا قصدوا التوجه الى الإسلام، فالخالق لايسأل عما يفعل .
الكنيسة كانت تعمل صكوك الغفران لغفران الذنوب فهي أيضا يمكننا أن نقول انها رشوة لكسب أصحاب الذنوب للمسيحية.
للحقيقة لايوجد عملية شراء وبيع فقط، هناك أناس أمثال حضرتك لايمكن ان تقنعه بالجنة والنار والحساب والجزاء لأنه انسان مادي لا يفهم الا لغة الدينار والدرهم فهذا الشخص تستميل قلبه بالاموال والعطايا حتى يقتنع ويدخل الاسلام، معظم فرسان قريش صرعهم علي بن أبي طالب ع ولم يبقى سوى رؤوس متهالكة أمثال أبو سفيان ومعاوية فهؤلاء يعرفون لغة الدرهم، لكن نكرر قولنا إلى هذا المتنصر، وماذا تقول في الكنيسة في يومنا ماذا تفعل في افريقيا و اسيا في التبشير، تقدم المساعدات و الاموال لنشر المسيحية، ويشترون لهم أراضي لتمكينهم.
هناك حقيقة لابد أن نعترف بها، القرآن وضع خطوط عامة إلى الحياة البشرية بشكل دقيق، سهم المؤلفة قلوبهم لو باقي معمول به لانتشر الاسلام من خلال المال والمعرفة وليس بالسيف، نشر أهل اليمن الاسلام في إندونيسيا من خلال التجارة والأخلاق الفاضلة، ونشر الشيعة الإسماعيلية الاسلام في الهند من خلال التجارة والأخلاق الفاضلة، ولازالت لديهم حكومة اسماعيلية في ولاية حيدر آباد الهندية ليومنا هذا، الاسلام انزل تشريع الزواج المؤقت لإيجاد حلول واقعية لمكافحة الغريزة الجنسية، لكن من تقلد السلطة في انقلاب السقيفة رفض ذلك وحرمه، الخلل ليس بالتشريع ولكن بالسلطة التي تجهل الزواج المؤقت وسهم المؤلفة قلوبهم.
في الختام هؤلاء المؤلفة قلوبهم لم يامنوا في الإسلام كدين وشريعة، لذلك وفق المنطق المادي وليس السماوي لعبوها بشكل صحيح، ودخلوا بالاسلام ليس حبا وإنما لتقمص الأدوار ووصول سدة الحكم، لأنهم عناصر مؤثرة بالمجتمع الجاهلي المتخلف، لذلك ابناء أبو سفيان وأحفاده استغلوا الإسلام أشد استغلال وأسسوا إمبراطورية كبيرة وذبحوا أبناء محمد ص وسبوا نساء رسول الله ص حتى انهم هدموا الكعبة واغتصبوا بنات المدينة في غزة الحرة، ولو كان أبو سفيان ومعاوية على دين الإسلام لما حاربوا الإمام علي ع وطمعوا بالخلاقة ولما قتلوا الصحابة في معركة الجمل وصفين ولما لعنوا الإمام علي ع على منابر المسلمين، والذي يقول ان رسول الله محمد ص دفع رشوة فهذه كذبة كبرى، بل كان النبي ص بعد فتح مكة كان قويا عزيزا وكان يستطيع قتل أبو سفيان وكل مشركي مكة لكن أخلاقه ولأنه بعث رحمة للناس لاشك كان يستميل قلوبهم للاسلام ، الرشوة أن تدفع مقابل شي تريد الحصول عليه كمنصب أو جاه وليس مقابل الرحمة والشفقة.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
16/1/2023
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
