حسام الحاج حسين ||
يتحكم في توازن القوى بين العراق والولايات المتحدة اتباع الأسس والمبادئ والأتفاقيات المبرمة بين الطرفين .
المصالح الإمريكية مقابل المصالح الوطنية العراقية ،،!
تخضع العلاقة بين العراق والولايات المتحدة للمواقف المتباينة والمتحركة دائما ،،!
ويمكن ان نضع المصالح بين البلدين في تكتلات متفرقة او ملفات متعددة .
فالعلاقات السياسية والأمنية بين واشنطن وبغداد لايوازي في بعده العملي اي من العلاقات الأجتماعية والأقتصادية . حيث لاتوجد قيم مشتركة بين البلدين ولاتوجد مصالح اقتصادية يكمل احدهما الأخر .
اضافة الى ان واشنطن لاتنظر للتكتلات السياسية والأمنية العراقية بمستوى واحد ولاتقف على مسافة واحدة من الجميع ..!
تحالفاتهم مع الأكراد والسنة تكون بعيدا عن بغداد احيانا وتشجع بطريقة الأيحاء للتمرد على الحكومة المركزية احيانا اخرى ،،،!
ويمكن ان نقول بان واشنطن لديها مجموعة من الأستراتيجيات اتجاه التكتلات السياسية العراقية .
تعمل على صياغة مفاهيم للعلاقات المحددة وقد تدخل في احلاف او اتفاقيات بمعزل واحدة عن الأخرى للوصول الى نقطة التوازن المطلوبة ،،!
تقول نظريات توازن القوى والعلاقات الدولية ان من شروط ضمان وجود الدولة وحماية سيادتها لايمكن الا عبر منع دولة اخرى اقوى منها تريد السيطرة عليها وتتمكن من الهيمنة على قرارها السياسي من خلال القوة ،،!
تتعامل الولايات المتحدة مع العراق وفق كانتونات وتكتلات سياسية مستقلة وترى ان هذه الطريقة هي الأكثر فاعلية للسيطرة وافضل من ان تتعامل مع حكومة مركزية بمعزل عن القوى الأخرى على الأرض ،،! ان من اهم الملامح للعلاقة بين واشنطن وبغداد وفق المتغيرات الأخيرة تتبلور في مسارين ،،،!
الأول تعمل على ايجاد وسيلة متوازنة للتعاون لكنها تتقلب في سياق التبعية واحيانا الندية ،،،!
والمسار الثاني تعمل على تعميق الخلاف وتبادل الأتهامات وتصل الى الملاحقات القضائية ،،! من خلال رفع دعاوى على شخصيات امريكية ارتكبت جريمة المطار ،،! وفي المقابل تقوم واشنطن بفرض عقوبات على شخصيات سياسية وقيادية يقود بعضها المشهد السياسي ،،،!
لم تكن واشنطن في سياق الغفلة عن وضع استراتيجيات للسيطرة والتحكم في العراق بعد الأنسحاب بل وضعت خطة بديلة يتم الاستعاضة عن المغادرة بصيغ أخرى تضمن استمرار النفوذ الأميركي في العراق من خلال تحويل الصلاحيات الواسعة من قائد القوات الأمريكية الى السفير الأمريكي ،،،! بذلك يتم تحويل الاحتلال من عسكري إلى سياسي و اقتصادي و دبلوماسي ،،،!
وهذا ما نعيشه الأن وهو الواقع ،،،!!!
تبقى المصالح الأمريكية هي من تقفز على المصالح الوطنية العراقية وان الوجود الأمريكي في العراق هو لصالح أمريكا فقط وليس لصالح العراق اطلاقا ويمكن ان نقتبس بعض ماقاله
زبيغنيو بريجنسكي –مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق في كتابه "الفرصة الثانية" من (( أن الولايات المتحدة الأميركية ذهبت إلى العراق لأجل النفط وإنهاء التهديد العراقي لإسرائيل))
وايضا نذكر ماجاء على لسان كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي السابقة "إن الولايات المتحدة لم تذهب إلى العراق من أجل تحقيق الديمقراطية".
في الختام اقول كم مرة على مدى التاريخ تغيير مصير شعب ،،؟؟ وكم مرة منيت آمال المقاومين والآحرار بالهزيمة والأحباط ،،؟؟ وما اكثر هؤلاء الذين يبيعون ضميرهم للأحتلال،،!!!!
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha