مازن الولائي ||
جديد كل صباح أرسل ابنتي الصغيرة لمدرستها، مدرستها التي تحوطها تلال من قمامة! ومنظر لا يليق باهداف الجمال الذي يفترض يواكب التدريس وتهيئة العقول لإستقبال "التكليف" التكليف الذي يعتبر هدف الخالق العظيم جل جلاله، ومرارا سألت متعجبا كيف يستقيم بناء الجمال واعطائه في بيئة متسخة وروئحها تزكم الأنوف!؟
لكن وجدت الجواب يوم نظرت إلى القمامة الكبيرة والقذرة قريب من باب المدرسة تحوم حولها النوارس الجميلة! والتي كان بياضها اللجينة يسر الناظرين ويؤنس من يقفون على شرفات الجسور والشطآن يرمون فتات الطعام حتى يأتي ذلك الطائر الأنيق والنظيف يأخذ الطعام تارة من يدي وتارة في الهواء بطريق المحترف..أنه زمن التحول وانقلاب الموازين حيث القمامة للنوارس تسحب منها أحشاء جيفة رميت فيها محاولة تلك النواس تقليد الصقر الجارح الذي تمسك مخالبه افعى وحش بمنظر طالما ابهر العيون وسر الخواطر!
مدارس، ونوارس، وقمامة، وروائح، كيف بعد ذلك نحصل على جيل يميز بين خليج عربي ناعم الملمس يحفر تحت عقيدة الفوارس شديدي العشق وخير ناطقي زيارة عاشوراء وذلك العهد المنطوق بلغة جمال الأرواح والعارف الممارس《 يا أبا عبد الله انا سلم لمن سالكم وحرب لمن حاربكم وولي لمن والاكم وعدو لمن عاداكم 》 سيمفونية العقيدة وتغريدة أهل البصائر والنوارس قبل هجرتها بعضها نحو القمامة!!!
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر .
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha